بذلك سرورا عظيما فحمد الله تعالى كثيرا وسرت المسلمون سرورا زائدا على ما فتح من بلاد كسرى وأعمالها على يد سعد بن وقاص واستوطنوا البلاد رضي الله عنهم أجمعين ذكر فتوح البهنسا وأهناس وأعمالها وفضائل جبانتها بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم اعلم وفقك الله ان مدينة البهنسا ذكر بعض المفسرين ان الله سبحانه وتعالى ذكرها في كتابه العزيز بقوله عز وجل في حق عيسى عليه السلام * (وجعلنا ابن مريم وأمه آية وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين) * قال هي أرض البهنسا وكان من أمر عيسى عليه السلام ما سنذكره إن شاء الله تعالى واستشهد بها زهاء من خمسة آلاف من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم من الأعيان والامراء زهاء من أربعمائة ويتبعهم من الاشراف والصحابة نفر كثير منهم علي بن عقيل بن أبي طالب والحسن بن صالح بن الحسين بن علي بن أبي طالب الذي عمر جامعا بها وكان من أمره ما سنذكره إن شاء الله تعالى وزياد بن أبي سفيان بن الحرث بن عبد المطلب والفضل بن العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنذكر من استشهد من الصحابة الأعيان بها إن شاء الله تعالى عند الفتوح وأبنائهم وجماعة كثيرة وذكر جماعة من السادات الأخيار أن من زار جبانة البهنسا خاض في الرحمة حتى يعود ومن زارها خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه وانه لا يزورها مهموم الا فرج الله همه ولا مغموم الا أذهب الله غمه ولا صاحب حاجه الا قضيت بإذن الله عز وجل والأماكن المستجاب فيها الدعاء منها عند مجرى الحصى ومقطع السيل وان هناك خلقا كثيرا من الشهداء ومشهد الحسن بن صالح بن الحسين بن علي بن أبي طالب وعند قبر زياد بن أبي سفيان بن الحرث وعند قبر عبد الرزاق من داخل الباب وعند معبد عيسى بن مريم عليهما السلام وعند قبور الشهداء بسفح الجبل وقبليها مكان يعرف بالمراغة قبل الجبانة عندها قبور الشهداء هناك بسفح الجبل روى جماعة من الصالحين انهم قد جاوروا الجبانة المذكورة وكانوا من أرض المشرق وجماعة من أكابر الصالحين من أرض المغرب من أقصى الأندلس وانهم رأوا هذه الفضائل وبانت لهم فضائل وأنوار وشاهدوا ذلك عيانا وروى أصحاب التاريخ رضي الله عنهم أنه لم يكن بأرض مصر من البحيرة مشهد أكثر من أرض البهنسا وان مجرى الحصى عند منقطع السيل من الجهة الغربية قتل هناك خلق كثير واستشهد بها أربعمائة رضي الله عنهم أجمعين وسنذكر ذلك عند الفتح إن شاء الله تعالى أما فضائل البحر
(٢١٣)