الأخوين الزاهدين والغصنين النضرين سيدي شباب أهل الجنة وريحانتي نبي هذه الأمة وقال لهما يا حبيبي ما الذي أخركما من مثلكما يفتخر وقال ألستما سبطي الرسول أليست أمكما فاطمة البتول أليس أبوكما سيف الله المسلول أليس في بيتكما نزل التأويل أليس كان سادسكما تحت العباء جبريل أليس فيكما أنزل الله الجليل ما على المحسنين من سبيل فان افتخرتما فلكما الفخر البليغ ثم أمر لكل واحد منهما بعشرين ألف درهم فقال علي لله درك يا عمر ومن مثلك تكلم ونشر ومدح أهل البيت وأثنى وذكر خيرا وشكر ثم قال أيها الناس من كان لأبيه سابقة فليقم (فقام عبد الله بن عمر رضي الله عنه وقال يا أبت أما أنا ابنك وأنت أبي لك الفضائل والحمد والافتخار في الأمة وذلك الوقار والرجاحة والفصاحة والنصاحة نصرت الاسلام والمرسلين واتبعت سنن سيد المرسلين وأنزل في حقك ارحم الراحيمن يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين وأنت الذي أظهرت الاسلام جهرا وقلت لا يعبد الله سرا فقال عمر يا بني الشقي من يغتر بالدنيا الساحرة والسعيد من يعمل للآخرة وقرأ من عمل صالحا فلنفسه من أساء فعليها ثم أمر له بألف درهم فقال يا أبت انا هجرت وأنفقت ونصرت وزعزعت مواكب الروم وما قصرت وتأمر لي باليسير من مال الله الكثير وتعطي هؤلاء ما أعطيت فقال يا بني اسلك طريق الانصاف ولا تتبع الاسراف وأنا أقول لك ان كان لك جد كجدهما أعطيتك أو أم كأمهما وفيتك وان كان لك أب كأبيهما أرضيتك يا بني كل نسب يضمحل يوم القيامة ويخفي الا نسب البتول ولما فرغ من ذلك أمر بابنة كسرى أن يوقفوها فأوقفت بين يديه وعليها من الحلى والحلل والزينة والجواهر شيء كثير وأمر أن ينادي عليها فقال للمنادي أزل عنها هذا القناع ليزاد في ثمنها فتقدم إليها المنادي ليزيل عنها ذلك فامتنعت وضربته في صدره فغضب عمر وهم أن يعلوها بالدرة وهي تبكي فقال علي كرم الله وجهه مهلا يا أمير المؤمنين فاني سمعت قول رسول الله يقول ارحموا عزيز قوم ذل وغني قوم افتقر فسكن غضب عمر رضي الله عنه ونظر إليها فرآها تحدق بالنظر إلى الحسين بن علي رضي الله عنه فقال عمر رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله واني أرى هذه الجارية تحدق بنظرها إلى الحسين بن علي وما خفى على أنها أرادته من دون الناس أجمعين لأنه ليس فينا أصبح وجها منه ثم قال يا أبا عبد الله خذها هدية مني إليك فشكره علي ومن حضر من المسلمين
(٢٠٨)