عيون الأنباء في طبقات الأطباء - ابن أبي أصبيعة - الصفحة ٧٠٨
(فكم بالسجن ويحك أنت زاه * وكم بالضيق الواهي تباهي) (وتمنح من به يغريك ودا * وتتهم الزواجر والنواهي) (ألم تعلم بأنك كل يوم * به تفجاك أصناف الدواهي) (تحل قواك جزءا بعد جزء * وتفنى أنت والدنيا كما هي) (وتحسبها صديقا وهي أردى * عدو بين الشحناء داهي) (همومك فيه لا تنفك تترى * وعيشك فيه عيش غير زاهي) (أما يكفيك زجر الشيب زجرا * وحسب أخي النهي بالشيب ناهي) (فعد عنه إلى رحب فسيح * مقامك فيه ليس له تناهي) (فحتام التغافل والتعامي * وكم هذا الجنوح إلى الملاهي) (فلا تغتر أن أصبحت فيه * أخا مال وبت عريض جاه) (فكم من أيد أضحى فأمسى * بعيد ثرائه والأيد واهي) (وكان يقول من سفه بأن لا * يصاب له شبيه أو مضاهي) (فتب فجميع ما تأتيه يلفى * صغيرا عندغفران الإله) الوافر وأنشدني أيضا لنفسه (أقول لنفسي حين أبدت تشوقا * إلى العالم الأعلى رويدك يا نفسي) (محالا ترومين النجاة وأنت في * المهالك من جنس الطبيعة والحس) (ودونك بحر إن تعديت لجه * أمنت وفزت بالخلاص من الحبس) (فإن رمت وصلا نحو سنخك فاكشفي * غطاءك وانضي ما عليك من اللبس) (ولا تقبلي نحو الكثيف فتحرمي * مجاورة الأطهار في حضرة القدس) (ولا تتركي ما يأمر الله ضلة * فتبقي سجيس الدهر في الشك واللبس) (ولا تهملي يا نفس ذاتك وأكثري * التفكر فيها واهجري كل ما ينسي) (ولا تغفلي عن ذكرك الأول الذي * به قامت الأفلاك والعرش والكرسي) (وصلت على كره إلى الهيكل الذي * به اعتضت بالذعر الطويل عن الإنس) (وما كان هذا الوصل إلا لترجعي * منزهة بالعلم عن وصمة الوكس) (فعن أمم يقضي أيابك فاعملي * لأخراك ما ينجيك من ظلمة الرمس) (فإن تتركي نهج الهدى كنت في غد * كمن باع رأس المال بالثمن البخس) (فعودي إلى باريك يا نفس ترتقي * إليه وإلا دمت في العالم المنسي) (حليفة هم دائم وكآبة * مجاورة أهل الدناءة والرجس)
(٧٠٨)
مفاتيح البحث: الظلم (1)، النهي (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 703 704 705 706 707 708 709 710 711 712 713 ... » »»