عيون الأنباء في طبقات الأطباء - ابن أبي أصبيعة - الصفحة ٧٠٤
والجراح وحاول كثيرا من أعمال الحديد في مداواة أمراض العين وقدح أيضا الماء النازل في العين الجماعة وأنجب قدحه وأبصروا وكان المقدح الذي يعانيه مجوفا وله عطفة ليتمكن في وقت القدح من امتصاص الماء ويكون العلاج به أبلغ وكان قد اشتغل أيضا بعلم النجوم ونظر في حيل بني موسى وعمل منها أشياء مستطرفة وكان فاضلا في النحو واللغة وله أيضا أخ فاضل يقال له معين الدين أوحد زمانه في العربية وهي فنه وله شعر كثير وسمع سديد الدين بن رقيقة أيضا شيئا من الحديث ومن ذلك حدثني سديد الدين محمود بن عمر بن محمد الطبيب الحانوي سماعا من لفظه قال حدثني الإمام الفاضل فخر الدين محمد بن عبد السلام المقدسي ثم المارديني قال حدثنا الشيخ أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمد الخضر الجواليقي قال أخبرنا أبو زكريا يحيى بن علي الخطيب التبريزي قال حدثنا أبو القاسم علي بن عبيد الله الرقي قال حدثني الرئيس أبو الحسن علي بن أحمد البتي قال حدثني أبو بكر محمد عبد الله الشافعي قال حدثنا القاضي أبو إسحق إسماعيل بن إسحاق قال حدثنا إسماعيل بن أبي أويس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أتيناك يا رسول الله ولم يبق لنا جمل يئط ولا صبي يصطبح ثم أنشده (أتيناك والعذراء تدمى لثاتها * وقد شغلت أم الصبي عن الطفل) (وألقى بكفيه الفتى لاستكانة * من الجوع هونا ما يمر وما يحلى) (ولا شيء مما يأكل الناس عندنا * سوى العلهز العامي والحنظل الفسل) (وليس لنا إلا إليك فرارنا * وأين فرار الناس إلا إلى الرسل) الطويل قال الرقي العلهز الوبر يعالج بدم الحلم والحلم القراد إذا كبر ويؤكل في الجدب ويروى والعنقر بضم القاف وفتحها وهو أصل البردي فهذان صحيحان ويروى العقهر وهو تصحيف مردود فقام صلى الله عليه وسلم يجر رداءه حتى رقي المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم رفع نحو السماء يديه ثم قال اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريئا مريعا سحا سجالا غدقا طبقا ديما عاجلا غير رائث نافعا غير ضار تنبت به الزرع
(٧٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 699 700 701 702 703 704 705 706 707 708 709 ... » »»