من هذه المخرقة قد أكلتها ونفعتني والحمد لله وجئ بفاكهة من الشام فسأل أحمد بن طولون سعيد بن توفيل عن السفرجل فقال تمص منه على خلو المعدة والأحشاء فإنه نافع فلما خرج سعيد من عنده أكل أحمد بن طولون سفرجلا فوجد السفرجل العصيدة فعصرها فتدافع الإسهال فدعا سعيدا فقال يا ابن الفاعلة ذكرت أن السفرجل نافع لي وقد عاد إلي الإسهال فقام فنظر المادة ورجع إليه فقال هذه العصيدة التي حمدتها وذكرت أني غلطت في منعها فإنها لم تزل مقيمة في الأحشاء لا تطيق تغييرها ولا هضمها لضعف قواها حتى عصرها السفرجل ولم أكن أطلقت لك أكله وإنما أشرت بمصه ثم سأله عن مقدار ما أكل منه فقال سفرجلتين فقال سعيد أكلت السفرجل للشبع ولم تأكله للعلاج فقال يا ابن الفاعلة جلست تنادرني وأنت صحيح سوي وأنا عليل مدنف ثم دعا بالسياط فضربه مائتي سوط وطاف به على جمل ونودي عليه هذا جزاء من ائتمن فخان ونهب الأولياء منزله ومات بعد يومين وذلك في سنة تسع وستين ومائتين بمصر وقيل في سنة تسع وسبعين ومائتين وهي السنة التي مات ابن طولون في ذي قعدتها والله أعلم خلف الطولوني هو أبو علي خلف الطولوني مولى أمير المؤمنين كان مشتغلا بصناعة الطب وله معرفة جيدة في علم أمراض العين ومداواتها ولخلف الطولوني من الكتب كتاب النهاية والكفاية في تركيب العينين وخلقتهما وعلاجهما وأدويتهما ونقلت من خطه في كتابه هذا وجملة الكتاب بخطه أن معاناته كانت لتأليف هذا الكتاب في سنة أربع وستين ومائتين وفراغه منه في سنة اثنتين وثلاثمائة نسطاس بن جريج كان نصرانيا عالما بصناعة الطب وكان في دولة الأخشيد بن طغج ولنسطاس بن جريج من الكتب كناش رسالة إلى يزيد بن رومان النصراني الأندلسي في البول إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس هو أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس بن جريج نصراني فاضل في صناعة الطب وكان في خدمة الحاكم بأمر الله ويعتمد عليه في الطب وتوفي إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس بالقاهرة في أيام الحاكم واستطب بعده أبا الحسن علي بن رضوان واستمر في خدمته وجعله رئيسا على سائر الأطباء
(٥٤٤)