ومقتل ضيزن وبني أبيه، وإخلاء القبائل من تزيد أتاهم، بالفيول مجللات وبالابطال، سابور الجنود فهدم من بروج الحضر صخرا كأن ثقاله زبر الحديد الثقال: الحجارة كالأفهار، ثم سار سابور منها إلى عين التمر فعرس بالنضيرة هناك فلم تنم تلك الليلة تململا على فراشها، فقال لها سابور: أي شئ أمرك؟
قالت: لم أنم قط على فراش أخشن من فراشك، فقال: ويلك! وهل نام الملوك على أنعم من فراشي؟
فنظر فإذا في الفراش ورقة آس قد لصقت بين عكنتين من عكنها، فقال لها: بم كان أبوك يغذوك؟
قالت: بشهد الابكار من النحل ولباب البر ومخ الثنيات، فقال سابور: أنت ما وفيت لأبيك مع حسن هذا الصنيع فكيف تفين لي أنا! ثم أمر ببناء عال فبني وأصعدها إليه وقال لها: ألم أرفعك فوق نسائي؟ قالت: بلى، فأمر بفرسين جموحين فربطت ذوائبها في ذنبيهما ثم استحضرا فقطعاها، فضربت العرب في ذلك مثلا، وقال عدي بن زيد في ذلك:
والحضر صبت عليه داهية شديدة، أيد مناكبها 1 ربيبة لم توق والدها لحبها، إذ أضاع راقبها فكان حظ العروس، إذ جشر الصبح، دماء تجري سبائبها السبائب: جمع سبيبة، وهو شقة كتان، وقال الأعشى:
* ألم تر للحضر، إذ أهله بنعمى، وهل خالد من سلم أقام به ساهبور الجنود حولين، تضرب فيه القدم ويقال: إن الحضر بناه الساطرون بن أسطيرون الجرمقي، وإنه غزا بني إسرائيل في أربعمائة ألف فدعا عليه أرميا النبي، عليه السلام، فهلك هو وجميع أصحابه، ويقال: إنه وجد في جبل طور عبدين معصرة وفيها ساقية من الرصاص تجري تحت الأرض فتتبعت إلى أن كان مصبها في بيت من صفر بالحضر، فيقال إن ملكه كان تعصر له الخمر في طور وتصب في هذه الساقية فتخرج إلى الحضر، وقد قيل:
إن هذا كان بسنجار، وقال عدي بن زيد:
وأخو الحضر، إذ بناه، وإذ دجلة تجبى إليه والخابور شاده مرمرا وجلله كلسا ، فللطير في ذراه وكور لم يهبه ريب المنون فباد الملك عنه، فبابه مهجور حضرموت: بالفتح ثم السكون، وفتح الراء والميم:
اسمان مركبان، طولها إحدى وسبعون درجة، وعرضها اثنتا عشرة درجة، فأما إعرابها فإن شئت بنيت الاسم الأول على الفتح وأعربت الثاني بإعراب مالا ينصرف فقلت: هذا حضرموت، وإن شئت رفعت الأول في حال الرفع وجررته ونصبته على حسب العوامل وأضفته على الثاني فقلت: هذا حضرموت، أعربت حضرا وخفضت موتا، ولك أن تعرب الأول وتخير في الثاني بين الصرف وتركه، ومنهم من يضم ميمه فيخرجه مخرج عنكبوت،