يحيى بن خالد أراد أن يعلمهم أنه عندهم وهم ينادون عليه.
أخبرني أحمد بن علي قال سمعت أبا عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر يقول: سمعت إسماعيل الطلحي يحدث عن عبد الرحمن بن شريك قال: جاء كتاب أبي جعفر إلى أبي وهو في مجلس القضاء ففتحه فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله أبي جعفر أمير المؤمنين إلى شريك بن عبد الله فقال الذي جاء به اقرأ فصاح به: يا أحمق الناس وأنت تصلح لهذا الأمر؟ أقرأ عليك كتابي تعرف ما فيه. قال يفرغ الآخر من كلامه وقال للخصوم انصرفوا وقال: ليس هذا يوم قضاء وثبت مكانه حتى الظهر ودخل فتوضأ ثم خرج فصلى العصر وثبت مكانه حتى صلى العشاء ثم دخل فقال: أستخير الله ثلاثا ثم قال لابنته: أشعلي النار فلما توجهت النار قال أستخير الله ثلاثا ثم ألقاه وبكى وقال: والله لو فعلت ما كان إلا النار النار النار. فما أخبرنا في شيء مما كان فيه حتى مات.
القاسم بن معن جود القاسم حدثني أحمد بن زهير قال حدثنا سليمان بن أبي شيخ قال عزل شريك عبدا لله وولى القاسم بن معن عزله موسى بن المهدي.
أخبرني إبراهيم ابن أبي عثمان قال: حدثني أبو بشر القاسم بن مهراويه قال أخبرني عبد الله بن أبي يعقوب الكاتب قال: كان القاسم بن معن من أشد الناس افتنانا في الآداب كلها وكانت له مروءة فكان لا يعدم أصحابه منه البر الكثير من باكورة وغيرها في كل يوم يحمل إليهم نوع من الفاكهة أو من خبيصة أو من فالوذجة أو ضرب من هذه الضروب فإذا لم يكن عنده شيء بعث إليهم بمن مبتلة مبردة فعلموا أن ليس عنده شيء غيرها فبينما أصحابه عنده يوما في أول باكورة الرطب إذا أتى برطب كثير فوضع بني أصحابه فجعلوا يأكلونه ورجل منهم يأكل