بلغ الخبر عبد الله بن الحسن جمع أشراف أهل البصرة أهل العلم بالقضاء فأشهدهم أنه قضى لأهل الأنهار كلها التي في جزيرة العرب بالصدقة فلم يرد شيئا من القضاء.
((كتاب العنبري للمهدى)) أخبرني غير واحد منهم أبو عبد الله بن الحسن بن أحمد أن أحمد بن عبيد الله بن الحسن العنبري دفع إليهم كتابا؛ ذكر أن أباه عبيد الله بن الحسن كتب به إلى المهدى وقرأه أحمد بن عبد الله عليهم بسر من رأى؛ بسم الله الرحمن الرحيم؛ أما بعد أصلح الله أمير المؤمنين ومد له في اليسر والعافية إني رأيت وإن كنت أعلم أن الله قد أعطى أمير المؤمنين وصالح وزرائه من العلم بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وما سلف من الأئمة ما قد استحق به الشكر له عليه والعمل له به وكنت أعلم أني بكثير من الأمور غير عالم ولا كفران لله بل لله على المن والفضل العظيم وله منى الشكر والحمد الكبير على كبير نعمه على أنى أذكره الذي علمه الله من ذلك وأنهى إليه النصيحة فيما علمت بأدبه منى إليه إن شاء الله بحق الله على في ذلك وحق أمير المؤمنين ونصيحته منى له وللرعية رجاء أن ينسى الله بذلك حسبا ويمحو عنى بذلك سببا وإياه أسأل ذلك وأرغب إليه فيه في توفيقه أمير المؤمنين وإياي لما يحب ويرضى وإن نسبة هذا الأمر الذي جعله الله سبيلا لإيمان المؤمنين وإسلامهم واجتماع جماعتهم وائتلاف ألفتهم وأمكن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليستتموا نعمة ربهم عليهم وليبلغوا تمام المدة التي وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا فمن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون جرت بإذن الله بأعذاره بآياته إلى خلقه واستخلافه منهم أنبياءه ورسله المرسلين والخلفاء الراشدين والأئمة الفقهاء الصديقين منا من الله على عباده وإحسانا إليهم وعائدة منهم