خبره يأمر برد هذه الضيعة على هؤلاء القوم لأنك غصبتهم إياها قال: اقرأ كتاب أمير المؤمنين فهذا صاحب خبره وهؤلاء وجوه أهل المصر فقرأ الكتاب وترك إلا أن يكون عند محمد بن سليمان حجة تدفعهم بها فقال له محمد: لم تتم قراءة الكتاب؟ قال: قد قرأته قال: قلت الباطل ثم ضرب بيده إلى الكتاب فانتزعه من يد عبيد الله ثم قال يا صاحب الخبر وأنتم أيها الناس فانظروا ثم قرأ الكتاب فأراهم إياه؛ فقال له عبيد الله: أتفعل هذا بقاضى أمير المؤمنين وتجترىء عليه هذه الجرأة فقال له: يا محمد إنما كنت قاضيا لأمير المؤمنين إذ كنت له مطيعا فأما وأنت تستر من كتاب أمير المؤمنين ما فيه العدل والنصفة وتقرأ منه ما فيه الحمل على فلست بأهل أن توقر ولست له بقاض؛ فقال عبيد الله: والله لأضعن في عنقك طوقا من الحكم لا تفكه العيون أشهدكم أنى قد حكمت عليه لولد عبد الملك بن الحجاج وسلمت إليهم هذه الضبعة قال محمد: والله لتعلمن أن قضاءك لا يجاوز أذنيك أيها الناس وأنت يا صاحب الخبر اشهدوا أن الذي أدفع به ما أدعى هؤلاء القوم من غصب هذه الضيعة هذا السجل سجل أمير المؤمنين أبي العباس باقطاعه إياي هذه الضيعة ثم قرأ بمحضرهم وحج تلك السنة المهدى وحج محمد بن سليمان بن علي ووافى محمد ابن سليمان بن عبيد الله فبينا المهدى يطوف بالبيت ومعه محمد بن سليمان بن علي إذ عرض له محمد بن سليمان النوفلي فطاف معه واستعداه على عبيد الله وقص عليه ما صنع أجمع فوقف المهدي حتى استمع كلامه فغضب المهدي وقال أفرغ من طوافى واكتب في ذلك فلما فرغ دخل وأذن لمحمد بن سليمان ثم أذن للنوفلى فدخلت وهو جالس على كرسي فقال: أردد على كلامك فرددته فدعا بكاتب فقال: أكتب بسم الله الرحمن الرحيم يا كذا وكذا فسب والله الذي لا إله إلا هو لتجلسن في مجلس الحكم ولتجمعن عليك الناس ثم لتخبرني أنك خالفت الحق وحكمت بغيره على محمد بن سليمان ولتردن
(٩٤)