وجاءه جماعة من أخواله بني فزارة يسلمون عليه ومعهم جار له من بني جعفر بن كلاب وكان جميلا وسيما فسلم عليه معهم ثم قام قبلهم فأقبل عليه ابن عمران؛ فقال: لقد كنت أحب أن أرى في أخوالي مثل هذا؛ قال ابن ميادة: إنما هذا خرب من الخربان لا فؤاد له؛ فسمعها الجعفري بكر فأقبل على ابن ميادة؛ فقال: أتقع في عند الأمير وأنت لا تقرى ضيفك؟ قال: فأهون شأنه! إني إن لم أقر قرى ابن عمي إلى جنبي وأنت لا تقرى أنت ولا ابن عمك.
((ابن عمران وحادية ابن قتيلة)) وأخبرني عبد الله بن شبيب عن زهير وابن مصعب بن عثمان؛ قال: ما رأيت بريق صلع الأشراف في سوق الرقيق أكثر منها حيث بيعت القتيلية وبلغت خمسمائة دينار؛ فقال المغيرة بن عبد الرحمن لابن أبي قتيلة: ويحك أعتقها تقوم عليك وتزوجها: ففعل؛ فرفع ذلك إلى ابن عمران الطلحي؛ فقال: أخطأ الذي أشار عليه بهذا؛ أما نحن فقد علمنا أن قد بلغت خمسمائة دينار فاذهبوا فقوموها فإن بلغت أكثر من خمسمائة دينار فخذوا منه الأكثر وإلا فخذوا منه خمسمائة دينار فاستحسن الناس هذا الرأي من ابن عمران؛ وليس ذلك مما عليه الناس قبلنا.