خمسة عشر بحرا. وله فيه رسالة العروض الموسوم ب (الفرش والمثال) كما أنه أول من صنف في اللغة العربية بترتيب الحروف في كتابه هذا الموسوم ب (العين). قيل سمى به لأنه ابتدء فيه بحرف العين. وهو كتاب معول عليه عند أهل الفن متلقى بالقبول، ولذا جرت سيرة مشايخ الأدب باختصاصه بالرواية والإجازة بذكر أسانيدهم إليه. فمنهم أبو الفرج محمد بن إسحاق بن النديم ذكر أسانيده إليه في فهرسته الموسوم به (فوز العلوم). قال فيه: [سمع أبو محمد بن درستويه الكتاب عن أبي الحسن علي بن مهدي الكسروي قال: حدثني محمد بن منصور المعروف بالزاج المحدث قال قال الليث بن المظفر بن نصر بن سيار كنت أصير إلى الخليل بن أحمد إلى قوله فكان يملي علي الكتاب. ثم قال علي بن مهدي: اخذت النسخة من ابن منصور وهو من الليث وهو من الخليل] وكذا غيره من علماء الخاصة والعامة يذكرون الأسانيد إليه مصرحين بكون الكتاب له فممن نص بكونه للخليل ابن دريد في خطبة (الجمهرة) والسيوطي في (المزهر). ويظهر من كلام أبى الحسن الشاري وغيرهم من العلماء وأهل الفن. فبعد هذا كله لا مجال لان يصغى إلى احتمال البعض الذي حكاه فخر الدين في (المحصول): من أنه لليث بن المظفر بن نصر بن سيار الخراساني صاحب الخليل.
أو ان خصوص حرف العين له والباقي لليث، وغير ذلك بدعوى وقوع بعض الأغلاط فيه المستبعد وقوعه من مثل الخليل. وقد أثبته المستدركون في استدراكهم على (العين) مع أن الدعوى ممنوعة أيضا. فترى عبد الواحد بن علي اللغوي في كتاب (مراتب النحويين) يقول: ان ما استدركه أبو طالب المفضل بن سلمة بن عاصم الكوفي تلميذ تغلب ورد أشياء من كتاب (العين) أكثرها غير مردودة. وقد صرح أبو بكر محمد بن الحسن الزبيدي الذي كتب في استدراك الغلط من كتاب (العين) كتابا: بان وجه الخطأ فيه غالبا في الاشتقاق كذكر الثلاثي في الرباعي وعكسه وقد يكون لتصحيف النساخ. ولا ريب انه لا بعد في وقوع هذا النحو من خلاف الترتيب على من ابتكر هذا الترتيب من دون سبق أحد عليه حيث إن البشر وإن بلغ ما بلغ، لا يغنى صنايعه ومبتكراته عن التنقيد وهو المثل السائر [كم ترك الأول للآخر]. وقد بسط الكلام في المقام سيدنا الصدر في (تأسيس الشيعة) والخليل