الذريعة - آقا بزرگ الطهراني - ج ٧ - الصفحة ١٩٦
عصر الصفوية وكانت الخطباء تستعملها في الجمعات والأعياد وغيرها ويزينون المنابر بذكر أسمائهم ومناقبهم بما لم يعهد في عصر من الاعصار السابقة، وبالجملة الظاهر أن منشي هذه الخطبة ليس هو أبو الحسن على بن حماد البصري العالم الشاعر الذي أدركه النجاشي الذي ولد (372) كما صرح به نفسه والمذكور في " الغدير - ج 4 - 135 " وليس أيضا هو الشيخ على بن حماد الواسطي الليثي المذكور في (ج 4 - ص 475) بل الظاهر أن منشي هذه الخطبة كان في أوائل العصر الصفوي لا قبلها.
(982: خطبة أبي ذر) جندب بن جنادة الغفاري، كان من كبار الصحابة وتوفى (32 ه‍) وهو أحد الأركان الأربعة، مات مبعدا في الربذة في خلافة عثمان قال الشيخ في الفهرست [أنه في هذه الخطبة يشرح الأمور (2) بعد النبي (ص)]. ثم ذكر أسناده

(1) هو الشيخ كمال الدين على بن جمال الدين حسين بن حماد الواسطي الليثي والد الشيخ حسين بن كمال الدين على بن حماد الآتي ذكره، والشيخ على هذا مجاز من السيد غياث الدين عبد الكريم بن طاوس الذي توفى (693) بإجازة ذكرت قطعة منها في إجازة صاحب المعالم المسطورة في البحار، ومجاز من الشيخ ميثم البحراني في (687) ومجاز من نجم الدين محفوظ بن وشاح الحلي في (682) كما ذكر تاريخ هاتين الإجازتين ولده الراوي عنه الشيخ حسين بن علي بن حماد المذكور، فيما كتبه من الإجازة لتلميذه الشيخ نجم الدين خضر بن محمد بن نعيم المطار آبادي. فظهر أن على بن حماد الواسطي هذا كان في أواخر المائة السابعة وأوائل الثامنة، وهو الذي أرخ الشهيد وفاته (727) بعنوان جمال الدين بن حماد. وكان ولد الراوي عنه الشيخ حسين بن كمال الدين على في النصف الأخير من المائة الثامنة، فإنه ذكر في اجازته لتلميذه المطار آبادي المؤرخة (756) جمله من مشايخه بشيراز، وقد كتبوا إجازاتهم له في (750). وذكر فيها جملة من تصانيفه ومنها " تاريخ الملوك والخلفاء " راجع (ج 4 - ص 475) (2) لو وصلت هذه الخطبة إلينا لاستفدنا منها أمورا فاتنا معرفتها لأنه يشرح فيها الأمور بعد النبي (ص) ولا سيما أن رواة هذه الخطبة من العامة فكانت مقبولة للفريقين. فان أبا رجاء العطاردي الراوي لها عن أبي ذر لم يذكر في رجال الشيعة، وكذلك أبو الأشهب الراوي عن أبي رجاء العطاردي، وكذا العباس ابن بكار الضبي البصري الراوي عن الأشهب لم يذكر في رجالنا، نعم ترجمه في " لسان الميزان " في عداد المجروحين بعنوان العباس ابن بكار، ثم نقل عن الذهبي في " ميزان الاعتدال " أنه قال يروى عن العباس بن الوليد بن بكار هذا محمد بن زكريا الغلابي ومات بالبصرة في (222) عن ثلاث وتسعين سنة وذكر بعض رواياته مثل رواية [النظر إلى وجه على عبادة] ومثل [لم ير لفاطمة دم حيض ولا نفاس] ومثل [المكتوب على العرش بعد ذكر النبي (ص) أيدته بعلى] ومثل [المهدى من ولد الحسين] وعد الجميع من مناكير العباس، وخصوص رواية المهدى عده من مصائبه (أقول) لا عجب من الذهبي عدم رضائه بكون علي (ع) كواحد من العلماء المستفيض في حقهم أن النظر إلى وجههم عبادة، كعدم رضائه من خبر هو أشهر من الشمس الضاحية من تأييد الاسلام بسيف على في بدر واحد وخيبر وغيرها.
(١٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 ... » »»