بقواعد اللغة العربية نعم لابد ان يكون استنباطهم للظواهر في الآيات المحكمات مستندا إلى ما يفهم من نفس تلك القواعد لا أن يكون على حسب اقتضاء الآراء والأقيسة والاستحسانات أو الظن والتخمين والتخرصات فإنه قد ورد النهى الشديد عن التفسير بالرأي المراد به أمثال ما ذكر من الاستنباطات وبيان المراد الواقعي في الآيات المتشابهات من عند أنفسهم لا أخذا عن أهله والا فتفسير محكمات القرآن وبيان المراد والمفهوم منها حسب قواعد اللغة من أفضل الأعمال وأشرفها لأشرفية موضوعها وغايتها كما أشرنا إلى ما صدر من التأكيد فيه عن المعصومين عليهم السلام، وقد امتثل أوامرهم فضلاء الشيعة من الصدر الأول حتى اليوم، وأثبت سيد مشايخنا الحجة أبو محمد الحسن صدر الدين قدس سره في " تأسيس الشيعة الكرام لفنون الاسلام " أن فضلاء الشيعة قد أخذوا علوم القرآن عن امامهم أمير المؤمنين عليه السلام الذي هو باب علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ودونوها عنه فهم السابقون المؤسسون لعلم التفسير وعلم القراءة، وعلم الناسخ والمنسوخ، وعلم أحكام القرآن، وعلم غريب القرآن، ومقطوع القرآن وموصوله، ومجازات القرآن وأسباع القرآن وفضائل القرآن ولهم تصانيف في جميع هذه الأبواب وهم مبتكرون فيها، فأول من صنف في التفسير هو ترجمان القرآن عبد الله بن العباس (المتوفى سنة 68) ثم تلميذه سعيد بن جبير الشهيد (95) وهكذا إلى اليوم بل لم يكتف كثير منهم بتأليف تفسير واحد حتى ضم إليه آخر بل كثير منهم عززه بثالث أو أكثر، ولا بأس بذكر بعض هؤلاء المعززين بثالث أو أكثر مرتبا على أسمائهم اجمالا ونذكر تفاصيل تصانيفهم في محالها: " أبان بن تغلب بن رباح، أبو زيد أحمد بن سهل السجستاني في الأصل البلخي المولد، الشيخ فخر الدين أحمد بن عبد الله بن سعيد بن المتوج، الشيخ جمال الدين أحمد بن عبد الله بن محمد بن المتوج، المولى محمد تقي الهروي الحائري، الحسن بن علي بن فضال، العلامة جمال الدين الحسن بن يوسف الجلي، الحسين الراغب الأصفهاني، السيد حيدر الآملي صاحب المحيط الأعظم، قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي، الحاج المولى صالح البرغاني، الشيخ كمال الدين عبد الرحمن بن العتايقي، عبد العزيز بن يحيى الجلودي، السيد عبد الله الشبر، الشريف المرتضى، على بن الحسين، الامام البيهقي علي بن أبي القاسم زيد، السيد على محمد النقوي، الشيخ فخر الدين الطريحي، الشيخ الطبرسي
(٢٣٣)