الشهير يعترف بالعجز عن الاستيفاء فنحن أحرى بالعجز لأنه مع قرب عهده إلى أصحاب الأصول كان متمكنا من الوصول إلى تلك الأصول بعينها وهي في مكتبة سابور التي أسست للشيعة بكرخ بغداد، وكان الشيخ مقدمهم، ولم تكن في الدنيا مكتبة أحسن كتبا من تلك المكتبة كانت كلها بخطوط الأئمة المعتبرة وأصولهم المحررة كما ذكر جميع ذلك في معجم البلدان في حرف الباء في مادة " بين السورين " هذا مع تمكنه؟ من خزانة كتب أستاده الشريف المرتضى المشتملة على ثمانين الف كتاب سوى ما أهدي منها إلى الرؤساء كما صرح به كل من ترجمه، وقد أشرنا إلى العجز عن تعيين عدة أصحاب الأصول في المقدمة.
نعم أن الشهرة المحققة تدلنا على أنهم لم يكونوا أقل من أربع مئة رجل. قال الشيخ أمين الاسلام الطبرسي المتوفى سنة 548 في إعلام الورى روى عن الإمام الصادق عليه السلام من مشهوري أهل العلم أربعة آلاف إنسان وصنف من جواباته في المسائل أربع مئة كتاب تسمى الأصول رواها أصحابه وأصحاب ابنه موسى الكاظم عليه السلام.
وقال المحقق الحلي المتوفى سنة 676 في المعتبر كتبت من أجوبة مسائل جعفر بن محمد أربع مئة مصنف لأربع مئة مصنف سموها أصولا. وقال شيخنا الشهيد في الذكرى (إنه كتبت من أجوبة الإمام الصادق عليه السلام أربع مئة مصنف لأربع مئة مصنف. ودون من رجاله المعروفين أربعة آلاف رجل) وقال الشيخ الحسين بن عبد الصمد في درايته ص 40 (قد كتبت من أجوبة مسائل الإمام الصادق عليه السلام فقط أربع مئة مصنف لأربع مئة مصنف تسمى الأصول في أنواع العلوم) وقال المحقق الداماد في الراشحة المذكورة آنفا (المشهور أن الأصول أربع مئة مصنف لأربعة مئة مصنف من رجال أبي عبد الله الصادق