عليه السلام بل وفي مجالس السماع والرواية عنه ورجاله زهاء أربعة آلاف رجل وكتبهم ومصنفاتهم كثيرة إلا أن ما استقر الامر على اعتبارها والتعويل عليها وتسميتها بالأصول هذه الأربعة مئة) وقال الشهيد الثاني في شرح الدراية (استقر أمر المتقدمين على أربع مئة مصنف لأربع مئة مصنف سموها أصولا فكان عليها اعتمادهم) ومرت عبارة الشيخ البهائي في ذكر الأصول الأربع مئة وتأتي عبارة الشيخ المفيد وغير ذلك من كلمات الاعلام في ذكر الأصول الأربع مئة.
لم يتعين في كتبنا الرجالية تاريخ تأليف هذه الأصول بعينه ولا تواريخ وفيات أصحابها تعيينا وإن كنا نعلم بها على الاجمال والتقريب كما يأتي نعم الذي نعلمه قطعا أنه لم يؤلف شئ من هذه الأصول قبل أيام أمير المؤمنين عليه السلام ولا بعد عصر العسكري عليه السلام إذ مقتضى صيرورتها أصولا كون تأليفها في أعصار الأئمة المعصومين عليهم السلام وكونها مأخوذة عنهم أو عمن سمع عنهم من أصحابهم، وحينئذ فلنا أن نخبر بان تأليف هذه الأصول كان في عصر الأئمة عليهم السلام من أيام أمير المؤمنين عليه السلام إلى عصر العسكري عليه السلام وهذا الاخبار مراد شيخنا المفيد من عبارته المنقولة في أول معالم العلماء وهي (صنفت الامامية من عهد أمير المؤمنين عليه السلام إلى عصر أبى محمد الحسن العسكري عليه السلام أربع مئة كتاب تسمى الأصول وهذا معنى قولهم له أصل) ولم يرد الشيخ المفيد حصر جميع مصنفاتهم في مجموع تلك المدة في هذه الكتب الموسومة بالأصول إذ هو أعلم بكتبهم وبأحوال الأشخاص المكثرين منهم في التأليف كهشام الكلبي المؤلف لأكثر من مئتي كتاب والفضل بن شاذان الذي له مئة وثمانون كتابا، وابن دؤل الذي له مئة كتاب، والبرقي الذي له ما يقرب من