الذريعة - آقا بزرگ الطهراني - ج ٢ - الصفحة ١٣١
مئة كتاب، وابن أبي عمير الذي له تسعون كتابا وجمع كثير ممن لهم ثلاثون كتابا أو أكثر، وكتب هؤلاء فقط تزيد على العدد المذكور بأضعافه، وكذا لم يرد أن تأليف هاتيك الأصول كان موزعا على جميع تلك المدة كما توهمه كلمتا من وإلى، بل إنما أخبر بأنه ألفت الأصول بين هذين العصرين فلا مخالفة بين كلامه وبين تصريح الشيخ الطبرسي، والمحقق الحلي، والشهيد، والشيخ الحسين بن عبد الصمد، والمحقق الداماد وغيرهم من أعلام علماء الأصحاب بأن الأصول الأربع مئة ألفت في عصر الصادق عليه السلام من أجوبة المسائل التي كان يسأل عنها ولم يصرح أحد من الأصحاب بخلاف ما قالوه.
إذا يسعنا دعوى العلم الاجمالي بان تاريخ تأليف جل هذه الأصول الا أقل قليل منها كان في عصر أصحاب الإمام الصادق عليه السلام سواء كانوا مختصين به أو كانوا ممن أدركوا أباه الإمام الباقر عليه السلام قبله أو ممن ادركوا ولده الإمام الكاظم عليه السلام بعده والذي يورثنا هذا العلم الاجمالي بعد ما مر من عدم تصريح أحد من أعلام الأصحاب بخلافه هو سير تاريخ الرواة والمصنفين في الظروف القاسية الحرجة، وما عانوه من المحن والمصائب فيها وعدم تمكنهم من أخذ معالم الدين عن معادنها ثم ما مكنهم الله تعالى منه في عصر الرحمة، عصر النور، عصر انتشار علوم آل محمد صلى الله عليه وآله، عصر ضعف الدولتين واشتغال أهل الدولة بأمور الملك عن أهل الدين ذلك العصر هو من أواخر ملك بني أمية بعد هلاك الحجاج بن يوسف سنة 95، إلى انقراضهم بموت مروان سنة 113 ثم أوائل ملك بنى العباس إلى أوائل أيام هاون الرشيد الذي ولي سنة 170، وهو المطابق لأوائل عصر الإمام الباقر عليه السلام المتوفى سنة 114. وتمام عصر
(١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»