وهذه كتبهم تشهد لهم بذلك وتراغم من يسر لهم حسوا في ارتغاء وتكبح سورة المرجفين بهم والمفترين عليهم.
نهض شيخنا المترجم لهذه المهمة منذ سنة 1329 بعزم لا يكهمه الفشل ونشاط لا يفله الكلل مثابرا على العمل معانيا فيه أتعابا وجهودا من تجول في البلاد وتطلع على المكتبات وسير للكتب والفهارس وتحر لكل ما يتوصل به إلى ضالته المنشودة من سعي متواصل وعمل يردف بعضه بعضا حتى طوى على ذلك إلى الوقت الحاضر سنه 1355 ستة وعشرين عاما، فكان من ولائدها هاتيك المساعي المشكورة هذا الكتاب الضخم القيم الذي سوف يتم طبعه في عشرة مجلدات أو يزيد مستوعبا لجميع الحروف وافيا للغرض، وإن كان من المتعذر عادة الإحاطة بجميع كتب الشيعة مع تفرقها في مناحي شتى وأقطار شاسعة، لكن شيخنا المؤلف لم يعده تصل إليه يد التنقيب ويتسنى للباحث النقيد تذكاره، وبذلك كانت له عند الأمة جمعاء يد واجبة يجب عليها شكرها ما دار الملوان، وإلى المولى سبحانه نبتهل في أن ينتهي هذا النشر إلى غاية الكتاب بتمام مجلداته حتى يعم الانتفاع به وإن كان الخواص انتفعوا به قبل هذا، فقد جعله العلامة الأمين العاملي أحد مصادر كتابه (أعيان الشيعة) وكذلك غيره من المؤلفين.
لم يقف سعي شيخنا المترجم وراء صالح قومه على حد، فليس هذا الكتاب وحيدا مما أفرغه في قالب التأليف وإن كان فذا في بابه، فله لكل قرن من القرون الهجرية منذ القرن الرابع حتى القرن الحاضر كتاب منفرد مفرد في موضوعه أفاض القول فيها في تراجم أعيان تلكم الأيام الخالية وذكر مآثرهم وآثارهم الخالدة وإليك أسماؤها.
(1) نوابغ الرواة في رابعة المآت.
(2) إزاحة الحلك الدامس بالشموس المضيئة في القرن الخامس.
(3) الثقاة العيون في سادس القرون.
(4) الأنوار الساطعة في المائة السابعة.