وهو غير واف بضبط كتب أبناء جلدته وعلماء طائفته فضلا عن غيرهم، دع عنك ما وقع فيه من غرايب الاشتباهات وعجايب الأغاليط يعرف ذلك أهل المعرفة، والمتخصصون بهذه الصفة قصارى أن هذه الأمنية أعني أمنية تأليف كتاب واسع يتكفل بإحصاء مؤلفات علمائنا الامامية رضوان الله عليهم ويستوعب ما يمكن ضبطه حسب الجهد والطاقة من مؤلفاتهم لم تزل حسرة في نفوس الأكابر والعلماء الأماثل ممن أدركناهم، وقد قام في عصرنا هذا بعض الكتبة في الأقطار النائية فألف في هذا الموضوع ما لا يغني ولا يسمن لعدم وفائه بالبغية المقصودة والضالة المنشودة، إلى أن بعث الله روح الهمة والنشاط وصدق العزيمة في نفس العالم العلامة الحبر جامع العلم والورع ومحيي السنة ومميت البدع أخينا وخليلنا في الله الشيخ آقا بزرگ الطهراني أيده الله وسدده وأمده بخصوص عناياته وخاصة ألطافه، فشمر عن ساعد الهمة ونهض بتلك الخدمة وجد في المسعى وجاء بكتاب جمع فأوعى بعد أن تكلف مشقة الاسفار وجاب الأقطار وصرف كثيرا من عمره الشريف في الفحص والتنقيب في المكتبات المشهورة والكتب الدارسة المطمورة وقد نظرنا بعض أجزائه فوجدناه وافيا بالغرض، ملتقطا للجواهر نابذا الفضول والعرض حاويا لضبط ما شذ وندر وما شاع واشتهر فعرفنا مقدار علو همته وشرف مساعيه، وجليل عمله وما عاناه في هذا السبيل من المشاق وتحمل ما لا يطاق، وإليه تعالى نرغب بأن يعينه على إكمال هذا المشروع الجليل والموضوع الجميل والعمل النافع فإنه من الآثار الخالدة والحسنات الدائمة (والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا) والأمل بسائر المؤمنين على اختلاف طبقاتهم أن يقدروا قدر هذه الخدمة الكبرى، ساعين في نشر هذا الكتاب وتعميم الانتفاع به والابتهاج بظهوره وصدوره ومنه جل شأنه نستمد المعونة والتوفيق للجميع إنشاء الله..
كتبه بأنامله الداثرة محمد الحسين آل كاشف الغطاء شوال سنة 1341