علم الموسيقى [1] قال صاحب الفتحية الموسيقى علم رياضي يبحث فيه عن أحوال النغم من حيث الاتفاق والتنافر وأحوال الأزمنة المتخللة بين النقرات من حيث الوزن وعدمه ليحصل معرفة كيفية تأليف اللحن هذا ما قاله الشيخ في شفائه الا ان لفظة بين النقرات زيدت على كلامه وعبارته بينها أي النغم الحاصلة من النقرات ليعم البحث على الأزمنة التي تكون نقراتها منغمة أو ساذجة وكلامه يشعر بكون البحث عن الارمنة التي تكون نقر انها منغمة فقط. وعرفها الشيخ أبو نصر بأنها صوت واحد لابث زمانا ذا قدر محسوس في الجسم الذي فيه يوجد والزمان قد يكون غير محسوس القدر لصغره فلا مدخل للبحث والصوت اللابث فيه لا يسمى نغمة والقوم قدروا؟؟ أقل المرتبة المحسوسة في زمان يقع حين حرفين متحركين ملفوظين على سبيل الاعتدال فظهر لنا انه يشتمل على بحثين البحث (الأول) عن أحوال النغم والبحث (الثاني) عن الأزمنة فالأول يسمى علم التأليف والثاني علم الايقاع والغاية والغرض منه حصول معرفة كيفية تأليف الألحان وهو في عرفهم أنغام مختلفة الحدة والثقل رتبت ترتيبا ملائما وقد يقال وقرنت بها ألفاظ دالة على معان محركة للنفس تحريكا ملذا وعلى هذا ما يترنم به الخطباء والقراء يكون لحنا بخلاف التعريف الثالث وهو وقرنت بها ألفاظ منظومة مظروفة لأزمنة موزونة فالأول أعم من الثاني والثالث وبين الثاني والثالث عموم من وجه. اتفق الجمهور على أن واضع هذا الفن أولا فيثاغورس من تلاميذ سليمان عليه السلام
(١٩٠٢)