كشف الظنون - حاجي خليفة - ج ١ - الصفحة ٦٤١
من علماء الأمة لم يوف ما يجب له من الشرح. أقول ولعل ذلك الدين قضى بشرح المحقق ابن حجر والقسطلاني والعيني بعد ذلك.
قال المولى أبو الخير واعلم أن قصارى نظر أبناء هذا الزمان في علم الحديث النظر في مشارق الأنوار فان ترفعت [ترفعوا] إلى مصابيح البغوي ظنت انها تصل [ظنوا انهم يصلون] إلى درجة المحدثين وما ذلك الا لجهلهم بالحديث بل لو حفظهما عن ظهر قلب وضم إليهما من المتون مثلهما لم يكن محدثا حتى يلج الجمل في سم الخياط وانما الذي بعده أهل هذا الزمان بالغا إلى النهاية وينادونه محدث المحدثين وبخاري العصر من اشتغل بجامع الأصول لابن الأثير مع حفظ علوم الحديث لابن الصلاح أو التقريب للنووي الا انه ليس في شئ من رتبة المحدثين وانما المحدث من عرف الأسانيد والعلل وأسماء الرجال والعالي والنازل وحفظ مع ذلك جملة مستكثرة من المتون وسمع الكتب الستة ومسند الإمام أحمد بن حنبل وسنن البيهقي ومعجم الطبراني وضم إلى هذا القدر الف جزء من الاجزاء الحديثية هذا أقل فإذا سمع ما ذكرناه وكتب الطبقات ودار على الشيوخ وتكلم في العلل والوفيات والأسانيد كان في أول درجات المحدثين ثم يزيد الله سبحانه وتعالى من يشاء ما يشاء. هذا ما ذكره تاج الدين السبكي وذكر صدر الشريعة في تعديل العلوم ان مشايخ الحديث مشهورون بطول الأعمار. وذكر السبكي في طبقات الشافعية ان أبا سهل قال سمعت ابن الصلاح يقول سمعت شيوخنا يقولون دليل طول عمر الرجل اشتغاله بأحاديث الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم ويصدقه التجربة فان أهل الحديث إذا تتبعت أعمارهم تجدها في غاية الطول. والكتب المصنفة في علم الحديث أكثر من أن تحصى الا ان السلف والخلف قد أطبقوا على أن أصح الكتب بعد كتاب الله سبحانه وتعالى صحيح البخاري ثم صحيح مسلم ثم الموطأ ثم بقية الكتب الستة وهى سنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والدار قطني والمسندات المشهورة ولنذكرها هنا في هذا الكتاب على ترتيبه.
الألف الإبانة - للوايلي.
ابراز الحكم - اتحاف الخيرة بزوائد المسانيد العشرة -
(٦٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 636 637 638 639 640 641 642 643 644 645 646 ... » »»