كشف الظنون - حاجي خليفة - ج ١ - الصفحة ١١
الفصل الرابع في تقسيم العلوم بتقسيمات معتبرة وبيان أقسامها اجمالا اعلم أن العلم وإن كان معنى واحدا وحقيقة واحدة الا انه ينقسم إلى أقسام كثيرة من جهات مختلفة فينقسم من جهة إلى قديم ومحدث ومن جهة متعلقه إلى تصور وتصديق ومن جهة طرقه إلى ثلاثة أقسام قسم يثبت في النفس وقسم يدرك بالحس وقسم يعلم بالقياس وينقسم من جهة اختلاف موضوعاته إلى أقسام كثيرة يسمى بعضها علوما وبعضها صنائع وقد اوردنا ما ذكره أصحاب الموضوعات في حصر أقسامها (التقسيم الأول) للعلامة الحفيد وهوان العلوم المدونة على نوعين الأول ما دونه المتشرعة لبيان ألفاظ القرآن أو السنة النبوية لفظا واسنادا أو لاظهار ما قصد بالقرآن من التفسير والتأويل أو لاثبات ما يستفاد أعني الاحكام الأصلية الاعتقادية أو الاحكام الفرعية العملية أو تعيين ما يتوصل به من الأصول في استنباط تلك الفروع أو ما دون لمدخليته في استخراج تلك المعاني من الكتاب والسنة أعني الفنون الأدبية. النوع الثاني ما دونه الفلاسفة لتحقيق الأشياء كما هي وكيفية العمل على وفق عقولهم انتهى. وذكر في علوم المتشرعة علم القراءة وعلم الحديث وعلم أصوله وعلم التفسير وعلم الكلام وعلم الفقه وعلم أصوله وعلم الأدب وقال هذا هو المشهور عند الجمهور ولكن للخواص من الصوفية علم يسمى بعلم التصوف.
بقى علم المناظرة وعلم الخلاف والجدل لم يظهر ادراجها في علوم المتشرعة ولا في علوم الفلاسفة. لا يقال الظاهران الخلاف والجدل باب من أبواب المناظرة سمى باسم كالفرائض بالنسبة إلى الفقه. لأنا نقول الغرض في المناظرة اظهار الصواب والغرض من الجدل والخلاف الالزام. ثم إن المتشرعة صنفوا في الخلاف وبنوا عليه مسائل الفقه ولم يعلم تدوين الحكماء فيه فالمناسب عده من الشرعيات والحكماء بنوا مباحثهم على المناظرة فيما بينهم انتهى.
(التقسيم الثاني) ما ذكره في الفوائد الخاقانية اعلم أن ههنا تقسيمين مشهورين أحدهما ان العلوم اما نظرية أي غير متعلقة بكيفية عمل واما عملية أي متعلقة بها. وثانيهما ان العلوم اما ان لا تكون في نفسها آلة لتحصيل شئ آخر بل كانت مقصودة بذواتها وتسمى غير آلية واما أن تكون آلة له غير مقصودة
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»