لسان الميزان - ابن حجر - ج ١ - الصفحة ١٧
والمحدثون هذا أو معناه * [فصل] (وينبغي) ان يتأمل أيضا أقوال المزكين ومخارجها فقد يقول العدل فلان ثقة ولا يريد به انه ممن يحتج بحديثه وانما ذلك على حسب ما هو فيه ووجه السؤال له فقد يسأل عن الرجل الفاضل المتوسط في حديثه فيقرن بالضعفاء فيقال ما تقول في فلان وفلان وفلان فيقول فلان ثقة يريد انه ليس من نمط من قرن به * فإذا سئل عنه بمفرده بين حاله في التوسط فمن ذلك أن الدوري قال عن ابن معين انه سئل عن ابن إسحاق وموسى بن عبدة الربذي أيهما أحب إليك فقال ابن إسحاق ثقة * وسئل عن محمد بن إسحاق بمفرده فقال صدوق وليس بحجة ومثله ان أبا حاتم قيل له أيهما أحب إليك يونس أو عقيل فقال عقيل لا بأس به وهو يريد تفضيله على يونس * وسئل عن عقيل وزمعة بن صالح فقال عقيل ثقة متقن * وهذا حكم على اختلاف السؤال وعلى هذا يحمل أكثر ما ورد من اختلاف كلام أئمة أهل الجرح والتعديل ممن وثق رجلا في وقت وجرحه في وقت آخر وقد يحكمون على الرجل الكبير في الجرح يعنى لو وجد فيمن هو دونه لم يجرح به فيتعين لهذا حكاية أقوال أهل الجرح والتعديل بنصها ليتبين منهما فالعلة تخفى على كثير من الناس إذا عرض على ما أصلناه والله الموفق * [فصل] (قال) ابن المبارك من ذا سلم من الوهم وقال ابن معين لست أعجب ممن يحدث فيخطئ انما أعجب ممن يحدث فيصيب * قلت * وهذا أيضا مما ينبغي ان يتوقف فيه فإذا جرح الرجل بكونه أخطأ في حديث أو وهم أو تفرد لا يكون
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»