لسان الميزان - ابن حجر - ج ١ - الصفحة ٣
وسلم نضر الله امرأ سمع منا حديثا فأداه كما سمعه فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه * وقال صلى الله عليه وآله وسلم في خطبة حجة الوداع وقد بلغت التواتر الاهل بلغت قالوا نعم قال فليبلغ الشاهد الغائب فرب مبلغ أوعى من سامع * وقال صلى الله عليه وآله وسلم الا اني أوتيت الكتاب ومثله معه الا اني أوتيت القرآن ومثله معه الا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن * وفي لفظ الاهل عسى رجل يبلغه الحديث عنى وهو متكئ على أريكته فيقول بيننا وبينكم كتاب الله فما وجدنا فيه حلالا استحللناه وما وجدنا فيه حراما حرمناه وان ما حرم رسول الله كما حرم الله حسنه الترمذي وصححه الحاكم والبيهقي * وفي المستدرك أيضا من حديث الحسن قال بينا عمران بن حصين يحدث عن سنة نبينا صلى الله عليه وآله إذ قال له رجل يا با نجيد حدثنا بالقرآن فقال أنت وأصحابك تقرؤون القرآن أكنت محدثي عن الصلاة وما فيها وحدودها أكنت محدثي عن الزكاة في الذهب والإبل والبقر وأصناف المال فقال له الرجل أحييتني أحياك الله رواه ابن حبان في صحيحه ولفظه بينما نحن عند عمران بن حصين فذكره وقال صلى الله عليه وآله لتسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن يسمع منكم رواه أبو داود باسناد صحيح فامتثل أصحابه امره ونقلوا أقواله وأفعاله ونومه ويقظته وغير ذلك * ثم إن من بعد الصحابة تلقوا ذلك منهم وبذلوا أنفسهم في حفظه وتبليغه وكذلك من بعدهم الا انه دخل فيمن بعد الصحابة في كل عصر قوم ممن ليست له أهلية ذلك وتبليغه فأخطأوا فيما تحملوا ونقلوا ومنهم من تعمد ذلك قد خلت الآفة فيه من هذا الوجه فأقام الله طائفة كثيرة من هذه الأمة للذب عن سنة نبيه صلى الله عليه وآله فتكلموا في الرواة على قصد النصحية
(٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»