لسان الميزان - ابن حجر - ج ١ - الصفحة ٢٨٠
محمد بن عبدة وأصحابه (1) فأغروا به نائب هارون بن أبي الجيش فاعتقل أبا جعفر الطحاوي بسبب اعتبار الأوقاف، قال ابن زولاق وسمعت أبا الحسن علي بن أبي جعفر الطحاوي يقول سمعت أبي يقول ذكر فضل أبى عبيد بن جرثومة وفقهه فقال كان يذاكرني بالمسائل فأجبته يوما في مسألة فقال لي ما هذا قول أبي حنيفة فقلت له أيها القاضي أو كل ما قاله أبو حنيفة أقول به فقال ما ظننتك الا مقلدا فقلت له وهل يقلد الا عصي فقال لي أو غبي قال فطارت هذه الكلمة بمصر حتى صارت مثلا وحفظها الناس قال وكان الشهود ينفسون على أبى جعفر بالشهادة لئلا يجتمع له رياسة العلم وقبول الشهادة فلم يزل أبو عبيد في سنة ست وثلاثين حتى عدله شهادة أبي القاسم مأمون ومحمد بن موسى سقلاب فقبله وقدمه وكان أكثر الشهود في تلك السنة قد حجوا وجاوروا بمكة فتم لأبي عبيد ما أراد من تعديله قال وكان أبو جعفر الطحاوي إذا ذاكر أبا عبيد يقول كثيرا في كلامه قال ابن أبي عمران قال ابن أبي عمران يعنى أستاذه فلما طال هذا على أبي عبيد قال يا هذا كم قال ابن أبي عمران قد رأيت هذا الرجل بالعراق ولم يكن بذاك ان البغاث بأرضكم يستنسر قال فطارت هذه الكلمة وصارت بمصر مثلا، وكان لأبي عبيد في كل عشية مجلس لواحد من الفضلاء يذاكره وقد قسم أيام الأسبوع عليهم منها عشية لأبي جعفر فقال له في بعض كلامه ما بلغه عن امناء القاضي وحضه على محاسبتهم فقال القاضي أبو عبيد كان إسماعيل بن إسحاق لا يحاسبهم فقال أبو جعفر قد كان القاضي بكار يحاسبهم فقال القاضي أبو عبيد كان إسماعيل قد حاسب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمناءه وذكر له قصة ابن الأثيبة فلما بلغ ذلك الامناء لم يزالوا حتى أوقعوا بين أبي عبيد وأبي جعفر وتغير كل منهما

(1) لعله يحسدونه 12
(٢٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 ... » »»