لسان الميزان - ابن حجر - ج ١ - الصفحة ٢٨١
للآخر وكان ذلك قرب صرف أبي عبيد عن القضاء قال فلما صرف أبو عبيد عن القضاء أرسل الذي ولي بعده إلى أبي جعفر بكتاب عزله قال فحدثني علي بن أبي جعفر قال فجئت إلى أبي فهنأته فقال لي أبي ويحك وهذه تهنئة هذه والله تعزية لمن أذاكر بعده أو لمن أجالس، قال ابن زولاق وحدثني عبيد الله بن عبد الكريم قال كان أبو عبيد في غاية المعرفة بالأحكام وكان أبو جعفر الطحاوي وجيه النقد في الشروط والسجلات والشهادات فجلس بين يدي أبى عبيد يوما ليؤدي شهادة فأداها فلما فرغ قال له القاضي عرفني فأعادها فقال عرفني فقال أبو جعفر يأذن لي القاضي في القيام إلى موضع فقال قم فقام أبو جعفر يجر رداءه قد سقط بعضه ومال فأقام في ناحية ثم عاد يحبوا على ركبتيه وقال نعم أعزك الله اشهد بكذا وكذا فاخذ منه أبو عبيد الكتاب وعلم على شهادته، قال ابن زولاق كان أبو زكريا يحيى بن محمد بن عمروس عاقلا وهو الذي أدب أبا جعفر وعلمه القرآن وكان يقال ليس في الجامع سارية الا وقد ختم أبو زكريا عندها القرآن، قال ولما تولي عبد الرحمن بن إسحاق بن محمد بن معمر الجوهري القضاء بمصر كان يركب بعد أبي جعفر وينزل بعده فقيل له في ذلك فقال هذا واجب لأنه عالمنا وقدوتنا وهو أسن منى بإحدى عشرة سنة ولو كانت إحدى عشرة ساعة لكان القضاء أقل من أن افتخر به على أبي جعفر ولما ولي محمد أبو عبد الله بن زبر قضاء مصر وحضر عنده أبو جعفر الطحاوي فشهد عنده أكرمه غاية الاكرام وسأله عن حديث ذكر انه كتبه عن رجل عنه من ثلاثين سنة فأملاه عليه قال وحدثني الحسين بن عبد الله القرشي قال وكان أبو عثمان أحمد بن إبراهيم بن حماد في ولايته القضاء بمصر يلازم أبا جعفر الطحاوي يسمع عليه الحديث فدخل رجل من أهل أسوار فسأل أبا جعفر عن مسألة فقال أبو جعفر من مذهب
(٢٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 ... » »»