لسان الميزان - ابن حجر - ج ١ - الصفحة ٢٠٥
مأكول لا تنبته الأرض شفقة على الحيوانات حتى نسب إلى التبرهم، وانه يرى رأى البراهمة في اثبات الصانع وانكار الرسل وفي شعره ما يدل على هذا المذهب وفيه ما يدل على غيره وكان لا يثبت على نحلته ولا يبقى على قانون واحد بل يجرى مع القافية إذا حصلت كما يجئ قال فأنشدني رئيس أبهر أبو المكارم الأسدي أنشدني أبو العلاء لنفسه، أقروا بالإله وأثبتوه * وقالوا لا نبي ولا كتاب ووطي بناتنا حل مباح * رويدكم فقد بطل العتاب تمادوا في الضلال فلم يتوبوا * فمذ سمعوا صليل السيف تابوا قال السلفي ومما يدل على صحة عقيدته ما سمعت الخطيب حامد بن بختيار النميري سمعت القاضي أبا المهذب عبد المنعم بن أحمد السروجي سمعت أخي أبا الفتح دخلت على أبي العلاء بالمعرة في وقت خلوة بغير علم منه فسمعته ينشد شيئا ثم تأوه مرات وتلا آيات ثم صاح وبكى وطرح وجهه على الأرض ثم رفع رأسه ومسح وجهه وقال سبحان من تكلم بهذا في القدم فصبرت ساعة ثم سلمت عليه فرد وقال متى اتيت فقلت الساعة فقلت أرى في وجهك أثر غيظ فقال يا أبا الفتح تلوت شيئا من كلام الخالق وأنشدت شيئا من كلام المخلوق فلحقني ما ترى فتحققت صحة دينه وقوة يقينه، وقال السلفي وسمعت أبا المكارم بأبهر وكان من افراد الزمان ثقة مالكي المذهب قال لما توفي أبو العلاء اجتمع على قبره ثمانون شاعرا وختم في أسبوع واحد عند القبر مائتا ختمة، قال السلفي سمعت أبا زكرياء التبريزي يقول لما قرأت على أبى العلاء بالمعرة قوله، يد بخمس مئ من عسجد فديت * ما بالها قطعت في ربع دينار تناقض مالنا الا السكوت له * وان نعوذ بمولانا من النار
(٢٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 ... » »»