وذكره ابن رافع في تاريخ بغداد فقال نزيل مكة سمع من الافتخار الهاشمي الشمائل وحدث بها، سمعها منه الرضى الطبري، وروى عنه الدمياطي في معجمه والشريف الحسيني وذكره في وفياته وقال كان أحد المشايخ المشهورين الجامعين بين الفضل والدين وعنده جد واقدام وقوة نفس وتجرد وانقطاع، وأثنى عليه الذهبي في تاريخ الاسلام بنحو ذلك وقال درس وأفاد وحدث وأعاد بالمستنصرية ببغداد وكان جامعا بين العلم والعمل وكان يحط على ابن سبعين وينكر طريقه وقال ابن رافع حدثني محمد بن الحسن بن علي اللخمي قال حكى لي والدي قال صحبته مدة بمكة وكان حنبليا صالحا عالما عاقلا كثير التفكير وكان له كشف فخطر ببالي ان أسأله عن ابتداء امره فقال في الحال كنت مفيدا بالمستنصرية وكان ببغداد رجل صالح فكنت اجتمع به فحصل لي ببركته خير كثير، وممن روى عنه أبو العباس الظاهري وأبو الفتح الأبيوردي في معجمه ومات قبله وكتب عنه قبل ذلك اليغموري من شعره واما ابن مسدي (1) فقال لم يكن بالحافظ وحدث من غير أصول ثم أظهر التحلي بالتخلي وأشار إلى التجلي وله في كل مقام مقال ودعوى لا تقال لقيته بمكة وأنست به لظاهره فلم يتفق خبر ومخبره قال.
ان قلت في اللفظ هذا النطق يجحده * أو قلت في الاذن لم اسمع له خبرا أو قلت في العين قال الطرف لم أره * أو قلت في القلب قال القلب ما خطرا وقد تحيرت في أمري وأعجبه * ان ليس اسمع الا عنهم وارى قلت، وهذا نفس صوفي فلسفي وهو عجيب من حنبلي، قال اليغموري ولد بصرخد في منتصف صفر سنة ثلاث وثمانين وخمس مائة، ومات بطيبة