قول امام من أئمة الحديث انه ضعيف أو متروك أو ساقط أو لا يحتج به ونحو ذلك فان القول قوله ولا نطالبه بتفسير ذلك إذ لو فسره كان غير قادح لمنعنا جهالة حال ذلك الرجل من الاحتجاج به كيف وقد ضعف * فوجه قولهم ان الجرح لا يقبل الا مفسرا هو من اختلف في توثيقه وتجريحه كما شرحنا يؤيده قول ابن عبد البر من صحت عدالته وثبت في العلم إمامته وبانت همته وعنايته بالعلم لم يلتفت فيه إلى قول أحد الا ان يأتي الجارح في جرحه بينة عادلة يصح بها جرحه على طريق الشهادات والعمل بما فيها من المشاهدة لذلك ما يوجب قبوله * [فصل] (وممن ينبغي) ان يتوقف في قبوله قوله في الجرح من كان بينه وبين من جرحه عداوة سببها الاختلاف في الاعتقاد فان الحاذق إذا تأمل ثلب (1) أبى إسحاق الجوزجاني لأهل الكوفة رأى العجب وذلك لشدة انحرافه في النصب وشهرة أهلها بالتشيع فتراه لا يتوقف في جرح من ذكره منهم بلسان ذلقة وعبارة طلقة حتى أنه اخذ يلين مثل الأعمش وأبى نعيم وعبيد الله بن موسى وأساطين الحديث وأركان الرواية فهذا إذا عارضه مثله أو أكبر منه فوثق رجلا ضعفه قبل التوثيق ويلتحق به عبد الرحمن بن يوسف بن خراش المحدث الحافظ فإنه من غلاة الشيعة بل نسب إلى الرفض فسيأتي في جرحه لأهل الشام للعداوة البينة في الاعتقاد * ويلتحق بذلك ما يكون سببه المنافسة في المراتب * فكثيرا ما تقع بين العصريين الاختلاف والتأبين لهذا وغيره فكل هذا ينبغي ان يتأنى فيه ويتأمل وما أحسن ما قال الإمام أبو الفتح القشيري أغراض الناس حفرة من حفر النار وقف على شفيرها طائفتان الحكام
(١٦)