وانما حد أبى على هذا التلخيص ان إعادة ما كتب وشاع واشتهر تستلزم التشاغل بغير ما هو أولى وكتابة ما لم يشتهر ربما كانت أعود منفعة وأحرى ورجال الكتب الستة قد جمعوا في عدة تصانيف كرجال الصحيحين لأبي الفضل محمد بن طاهر ومن قبله للحاكم ورجال البخاري لأبي نصر الكلابا ذي ثم لأبي الوليد الباجي ورجال مسلم لأبي بكر بن منجويه ورجال الصحيحين وأبى داود والترمذي لبعض المغاربة سماه الزهرة وقد ذكر عدة ما لكل منهم عند من اخرج له وأظنه اقتصر فيه على شيوخهم ورجال أبى داود لأبي على الغساني وكذا رجال النسائي. ثم جمع الحافظ عبد الغنى بن عبد الواحد المقدسي رجال البخاري ومسلم وأبى داود والترمذي والنسائي وابن ماجة في كتابه الكمال وكان سبب ذلك أن ابن طاهر أهمل أطراف هذه الكتب الستة فأراد عبد الغنى ان يفرد رجالها بالذكر وهو الذي هذبه المزي وسماه (تهذيب الكمال) ثم اختصره الذهبي في (تذهيب التهذيب) ثم اختصره في (الكاشف) واشتهرت هذه الكتب قديما وحديثا وانما حد أبى على عمل تهذيب التهذيب ان العلامة شيخ الشيوخ علاء الدين مغلطاي وضع عليه كتابا سماه (اكمال تهذيب الكمال) تتبع فيه ما فاته من رواة الشخص الذي يترجم له ومن شيوخه ومن الكلام فيه من مدح وقدح وما ظهر له مما يرد على المزي من تعقب وجاء كتابا كبيرا يقرب حجمه من حجم التهذيب وقفت عليه بخطه وفيه له أوهام كثيرة وقد اختصره هو في قدر نصف
(٧)