ذيل تذكرة الحفاظ - أبي المحاسن الحسيني الدمشقي - الصفحة ٣٥
وأجاز له خلق من أصحاب ابن طبرزد والكندي وحنبل وابن الحرستاني وغيرهم من شيوخه في معجمه الكبير أزيد من ألف ومأتي نفس بالسماع والاجازة، وخرج لجماعة من شيوخه وجرح وعدل وفرع وصحح وعلل واستدرك وأفاد وانتقى واختصر كثيرا من تآليف المتقدمين والمتأخرين وكتب علما كثيرا، وصنف الكتب المفيدة فمن أطولها (تاريخ الاسلام) ومن أحسنها (ميزان الاعتدال في نقد الرجال) وفي كثير من تراجمه اختصار يحتاج إلى تحرير (1) ومصنفاته ومختصراته وتخريجاته

(1) قال السخاوي في الاعلان بالتوبيخ لمن ذم التوريخ عند ذكر الميزان:
وعول عليه من جاء بعده مع أنه تبع في ايراد كل من تكلم فيه ولو كان ثقة ولكنه التزم ان لا يذكر أحدا من الصحابة ولا الأئمة المتبوعين، وقد ذيل عليه الزين العراقي في مجلد والتقط شيخنا (يعني ابن حجر) منه من ليس في تهذيب الكمال وضم إليه ما فاته في الرواة وتراجم مستقلة مع انتقاد وتحقيق في كتابه لسان الميزان وقد حققته عليه ولى عليه بعض الزوائد اه‍. وللعلامة قاسم بن قطلوبغا الحافظ (تقويم اللسان) في مجلدين (وفضول اللسان). وقد قارن حافظ الشام ابن ناصر الدين بين الذهبي والبرزالي والمزي فحكم للمزي بالتفوق في معرفة رجال طبقات الصدر الأول، وللبرزالي في العصريين ومن قبلهم من الطبقات القريبة منهم، وللذهبي في الطبقات المتوسطة بينهما تأييدا لقول بعض مشايخه. على أن الأهواء قلما تتغلب على المزي والبرزالي في تراجم الناس بخلاف الذهبي، وقد انتقده على خطته في تراجم الناس انتقادا مرا الحافظ ابن المرابط محمد بن عثمان الغرناطي والتاج ابن السبكي ونسباه إلى التعصب المفرط، ولا تخلو خطته في التراجم من ذلك لا سيما في تراجم الحشوية ومخالفيهم لبعده عن المعقول والعلوم النظرية واكتفائه بالرواية والسماع كما هو شأن غالب الرواة المنصرفين إلى السماع والرواية
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»
الفهرست