وكان يكتب خطا مليحا. وسافر إلى الشام، ودخل ديار مصر، ورأى هناك قبولا كبيرا. وكان غزير الفضل، كامل العقل، ثم إنه دخل إلى بلاد الروم وأقام بها مدة، وكان يطبب (1) ملكها، وصادف، وصادف قبولا عظيما، فلما توفي الملك عاد إلى حلب وحدث بها.
ثم توجه إلى بغداد فأقام بها إلى أن توفي في ثاني عشر محرم سنة تسع وعشرين وستمائة، ودفن في مقبرة الوردية.
وكان مولده في أحد الربيعين من سنة سبع وخمسين (2).
129 - عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن محمد بن حيويه الجويني، أبو المعالي بن أبي محمد، الفقيه الشافعي، الإمام، الملقب بإمام الحرمين (3):
من أهل نيسابور. أمام الفقهاء شرقا وغربا، ومقدمهم عجما وعربا، من لم تر العيون مثله فضلا، ولم تسمع الآذان كسيرته نقلا، تفقه على والده، وتوفي والده وله دون العشرين سنة، فدرس مكانه. وقرأ الأصول على أبي القاسم الإسكاف الإسفرائيني. وكان يقعد كل يوم بين يديه ثلاثمائة فقيه. وسمع الحديث من والده وأبي حسان محمد بن أحمد بن جعفر المزكي وأبي سعيد عبد الرحمن بن حمدان النضروي وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن يحيى المزكي ومنصور بن رامش. وسمع ببغداد أبا محمد الحسن بن علي الجوهري وحدث، روى عنه أبو عبد الله الفراوي وزاهر الشحامي في آخرين.
ومن شعره:
أضح لن تنال العلم إلا بستة * سأنبئك عن مجموعها ببيان ذكاء وحرص وافتقار وغربة * وتلقين أستاذ وطول زمان مولده في ثمان عشر محرم سنة تسع عشرة وأربعمائة.
وتوفي ليلة الخامس والعشرين من ربيع الآخر سنة ثمان وسبعين وأربعمائة، وله مصنفات مشهورة منها (النهاية).