سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ٨٨
العتيق، يحترز بذلك مما زور له وغيره محمد بن عبد الخالق اليوسفي (1)، فلما بين المحدثون للخطيب ذلك، رجع عما رواه بنقل محمد، وخرج لنفسه تلك (المشيخة) من أصوله.
حدث عنه: أبو سعد السمعاني، وعبد القادر الرهاوي، والشيخ موفق الدين عبد الله، والبهاء عبد الرحمان، والقاضي يوسف بن شداد، وهبة الله بن باطيش، وأبو الحسن ابن القطيعي، والشيخ عز الدين علي ابن الأثير، والموفق يعيش بن علي النحوي، وعبد الكريم ابن الترابي، وأبو الخير إياس الشهرزوري، وإبراهيم بن يوسف بن ختة الموصلي، وآخرون.
قال ابن قدامة: كان شيخا حسنا لم نر منه إلا الخير.
وقال ابن النجار: ولد ببغداد، وقرأ الفقه والأصول على إلكيا أبي الحسن الهراسي، وأبي بكر الشاشي، والأدب على أبي زكريا التبريزي، وأبي محمد الحريري.

(1) توفي اليوسفي هذا سنة 568 وقال ابن الدبيثي في ترجمته: (وكان غير ثقة فيما يقوله وينقله وله أحوال في تزوير السماعات وإدخال ما لم يسمعه الشيوخ في حديثهم ظاهرة مشهورة، أفسد بها أحوال جماعة وترك الناس حديثهم بسببه واختلط صحيح حديثهم بسقيمة بنقله؟؟ وتسميعه.
سمعت أبا القاسم تميم بن أحمد ابن البندنيجي ببغداد يقول: الشيخ أبو الفضل عبد الله بن أحمد ابن الطوسي خطيب الموصل شيخ ثقة صحيح السماع من جماعة، أدخل محمد بن عبد الخالق ابن يوسف في حديثه شيئا لم يسمعه، وكان رحل إليه ولاطفه بأجزاء ذكر أنه نقل سماعه فيها من جماعة من شيوخه مثل.. وهؤلاء قد سمع منهم أبا الفضل فقبلها منه وحدث بها اعتمادا على نقل محمد بن عبد الخالق وإحسان ظن به، فلما علم كذب محمد بن يوسف، وتكلم الناس فيه، وفيما رواه الخطيب أبو الفضل، طلبت أصول الاجزاء التي حملها إليه ببغداد، وذكر أنه نقل منها فلم يوجد ذلك، واشتهر أمره، وترك الناس حديثه وروايته، ولم يعبؤوا بنقله، وترك الخطيب رواية كل ما شك فيه وحذر من روايته) (ذيل تاريخ مدينة السلام، الورقة: 72 شهيد علي).
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»