سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ٩٩
علي، صاحب المغرب.
تملك بعد أخيه المخلوع محمد (1) لطيشه، وشربه الخمر، فخلع بعد شهر ونصف، وبويع أبو يعقوب، وكان شابا مليحا، أبيض بحمرة.
مستدير الوجه، أفوه، أعين، تام القامة، حلو الكلام فصيحا، حلو المفاكهة، عارفا باللغة والاخبار والفقه، متفننا، عالي الهمة، سخيا، جوادا، مهيبا، شجاعا، خليقا للملك.
قال عبد الواحد بن علي التميمي (2): صح عندي أنه كان يحفظ أحد الصحيحين، أظنه البخاري. قال: وكان سديد الملوكية، بعيد الهمة، جوادا، استغنى الناس في أيامه. ثم إنه نظر في الطب والفلسفة، وحفظ أكثر كتاب (الملكي)، وجمع كتب الفلاسفة، وتطلبها من الأقطار، وكان يصحبه أبو بكر محمد بن طفيل الفيلسوف، فكان لا يصبر عنه (3)، وسمعت أبا بكر بن يحيى الفقيه، سمعت الحكم أبا الوليد بن رشد الحفيد يقول: لما دخلت على أمير المؤمنين أبي يعقوب، وجدته هو وابن طفيل فقط، فأخذ ابن طفيل يطريني، فكان أول ما فاتحني أن قال: ما رأيهم في السماء؟
أقديمة أم حادثة؟ فخفت، وتعللت، وأنكرت الفلسفة، ففهم، فالتفت إلى ابن طفيل، وذكر قول أرسطو فيها، وأورد حجج أهل الاسلام،

(1) توفي عبد المؤمن سنة 558، وكان قد عهد في حياته لولده محمد، وبقي محمد هذا بعد وفاة والده خمسة وأربعين يوما. خلع بعدها في شعبان من السنة نفسها للأسباب التي ذكرها الذهبي.
(2) (المعجب): 309.
(3) (المعجب): 311 فما بعد.
(٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 ... » »»