سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ٨٦
ابن خير بن عمر بن خليفة اللمتوني الدشبيلي عالم الأندلس.
ولد سنة اثنتين وخمس مئة.
أخذ القراءات عن شريح ولازمه، وهو أنبل أصحابه وسمع منه، ومن أبي مروان الباجي، والقاضي أبي بكر ابن العربي، وارتحل إلى قرطبة، فأخذ عن أبي جعفر بن عبد العزيز، وأبي القاسم ابن بقي، وابن مغيث، وابن أبي الخصال وخلق، حتى سمع من رفاقه.
قال الأبار (1): كان مكثرا إلى الغاية، وسمع من أكثر من مئة نفس، ولا نعلم أحدا من طبقته مثله (2). تصدر بإشبيلية للاقراء والاسماع، وكان مقرئا مجودا، ومحدثا متقنا، أديبا لغويا، واسع المعرفة، رضى مأمونا، ولما مات، بيعت كتبه بأغلى ثمن لصحتها، ولم يكن له نظير في هذا الشأن، مع الحظ الأوفر من علم اللسان، أكثر عنه شيخنا ابن واجب.
مات في ربيع الأول سنة خمس وسبعين وخمس مئة، وكانت له جنازة مشهودة.
ولي إمامة جامع قرطبة، وتلا (3) عليه ابن أخته المعمر أبو الحسين ابن السراج بروايات، وسمع منه (التفسير) للنسائي، وكتاب (الخصائص) له.

(خير) من التاج. وقد طبع معجم شيوخه، وهو (فهرسة ما رواه عن شيوخه).
(1) (التكملة): 1 / 524. ونقل ما قبل هذا منه أيضا، وهذه عادته.
(2) تصرف الذهبي تصرفا كبيرا بعبارات ابن الأبار - وهذه عادته رحمه الله - وأصل الكلام في التكملة لابن الأبار: (وكان من الاكثار في تقييد الآثار، والغاية بتحصيل الرواية بحيث يأخذ عن أصحابه الذين شركهم في السماع من شيوخه. وعدد من سمع منه أو كتب إليه نيف ومئة رجل قد احتوى على أسمائهم برنامج له ضخم في غاية الاحتفال والإفادة لا يعلم لاحد من طبقته مثله) فتأمل ذلك!
(3) المعلومات الأخيرة هذه لم ترد عند ابن الأبار.
(٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»