سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ٧٠
غير الأمير قطب الدين قايماز. وفي (1) خلافته زالت دولة العبيدية بمصر، وخطب له بها، وجاء الخبر فغلقت (2) الأسواق للمسرة، وعملت القباب، وصنفت كتابا سميته (النصر على مصر)، وعرضته على الامام المستضئ.
قلت: وخطب له باليمن، وبرقة، وتوزر، وإلى بلاد الترك، ودانت له الملوك، وكان يطلب ابن الجوزي، ويأمره أن يعظ بحيث يسمع، ويميل إلى مذهب الحنابلة، وضعف بدولته الرفض ببغداد وبمصر وظهرت السنة، وحصل الامن، ولله المنة.
وللحيص بيص فيه (3):
يا إمام الهدى علوت عن الجو * دبمال وفضة ونضار فوهبت الأعمار والامن والبلدان * في ساعة مضت من نهار فبماذا نثني عليك وقد جاوزت * فضل البحور والأمطار إنما أنت معجز مستقل * خارق للعقول والأفكار جمعت نفسك الشريفة بالبأس * وبالجود بين ماء ونار مات المستضئ في شوال (4) سنة خمس وسبعين وخمس مئة وبايعوا بعده ولده الناصر لدين الله.
ومن حوادث أيامه: خرج صلاح الدين بالمصريين، فأغار بغزة وعسقلان على الفرنج، وافتتح قلعة أيلة، وسار إلى الإسكندرية، وسمع

(1) نقل الذهبي كلام ابن الجوزي هذا من حوادث سنة 567 (المنتظم: 10 / 237) وقد تصرف الذهبي بالنص تصرفا كبيرا.
(2) في (المنتظم): (علقت) بالعين المهملة، مصحف.
(3) لم ترد هذه الأبيات في ديوان الحيص بيص الذي حققه السيدان مكي السيد جاسم وشاكر هادي شكر (بغداد 1974 1975).
(4) عشية السبت سلخ شوال كما ذكر غير واحد.
(٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 ... » »»