سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ٧٢
وقال ابن الجوزي (1): وفي سنة ثمان وستين جلست يوم عاشوراء بجامع المنصور، فحزر الجمع بمئة ألف، وختن إخوة المستضئ، فذبح ألف شاة، وعمل عشرون ألف خشكنانكة.
وفيها حاصر عسكر مصر أطرابلس المغرب، وأخذوها. وافتتح شمس الدولة أخو صلاح الدين برقة ثم اليمن، وأسر ابن مهدي الأسود، وكان خبيث الاعتقاد. وسار صلاح الدين، فنازل الكرك، ثم ترحل لحصانتها.
وفيها هزم مليح بن لاون الأرمني السيسي عسكر صاحب الروم، وكان مصافيا لنور الدين، يبالغ في خدمته، ويحارب معه الفرنج، ولما عوتب نور الدين في إعطائه سيس، قال: أستعين به على قتال أهل ملته، وأريح طائفة من جندي، وهو سد بيني وبين صاحب قسطنطينية.
قلت: وقد هزم مليح عسكر قسطنطينية.
وفيها سار نور الدين إلى الموصل، ثم افتتح بهسنا ومرعش، وسير قليج رسلان يوادد نور الدين ويخضع له.
وفي سنة 569 وقع بالسواد برد كالنارنج وزنت منه بردة سبعة أرطال، قاله ابن الجوزي (2). وقال (3): زادت دجلة أكثر من كل زيادات بغداد بذراع وكسر، وخرج الناس إلى الصحراء وبكوا، وكان آية من الآيات، ودام الغرق أياما.

(1) (المنتظم): 10 / 239.
(2) (المنتظم): 10 / 244.
(3) فصل ذلك تفصيلا واسعا في (المنتظم): 10 / 244 247.
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»