سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ٤٦٩
الحافظ عبد الغني، فقالوا بأجمعهم: نشهد بالله إنك من أهل اليمين مرتين أو ثلاثا.
سمعت الحافظ عبد الغني يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم وأنا أمشي خلفه إلا أن بيني وبينه رجلا.
سمعت الرضي عبد الرحمن بن محمد يقول: رأيت كأن قائلا يقول:
جاء الحافظ من مصر، فمضيت أنا والشيخ أبو عمرو العز ابن الحافظ إليه، فجئنا إلى دار ففتح الباب، فإذا الحافظ وعلى وجهه عمود من نور إلى السماء، وإذا والدته في تلك الدار.
سمعت الشيخ الصالح غشيم بن ناصر المصري قال: لما مات الحافظ كنت بمكة، فلما قدمت قلت: أين دفن؟ قيل: شرقي قبر الشافعي، فخرجت، فلقيت رجلا، فقلت: أين قبر عبد الغني؟ قال: لا تسألني عنه، ما أنا على مذهبه ولا أحبه، فتركته، ومشيت، وأتيت قبر الحافظ، وترددت إليه، فأنا بعض الأيام في الطريق فإذا الرجل فسلم علي وقال: أما تعرفني؟ أنا الذي لقيتك من مدة وقلت لك كذا وكذا، مضيت تلك الليلة فرأيت قائلا يقول لي: يقول لك فلان وسماني: أين قبر عبد الغني؟ فتقول: ما قلت؟! وكرر القول علي، وقال: إن أراد الله بك خيرا فأنت تكون على ما هو عليه، ثم قال: فلو كنت أعرف منزلك لأتيتك.
سمعت أبا موسى ابن الحافظ، حدثني صنيعة الملك هبة الله بن حيدرة قال: لما خرجت للصلاة على الحافظ لقيني هذا المغربي (1) فقال: أنا غريب، رأيت البارحة كأني في أرض بها قوم عليهم ثياب بيض، فقلت ما

(1) كان رجلا مغربيا معه، فهو يشير إليه.
(٤٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 464 465 466 467 468 469 470 471 472 473 474 ... » »»