وعالمهم، وفقيههم ومحدثهم، وكان إماما بلا مدافعة في القراءات، والحديث والرجال، والفرائض والشروط، عالما بفقه أبي حنيفة، وبالخلاف بين أبي حنيفة والشافعي وفقه الزيدية.
قال: وكان يذهب مذهب الحسن البصري (1)، ومذهب الشيخ أبي هاشم (2)، ودخل الشام والحجاز والمغرب، وقرأ على ثلاثة آلاف شيخ، وقصد أصبهان في آخر عمره لطلب الحديث (3).
قال: وكان يقال في مدحه: إنه ما شاهد مثل نفسه، كان تاريخ الزمان وشيخ الاسلام (4).
قلت: وذكر أشياء في وصفه، وأنى يوصف من قد اعتزل وابتدع، وبالكتاب والسنة فقل ما انتفع؟ فهذا عبرة، والتوفيق فمن الله وحده.
هتف الذكاء وقال لست بنافع * إلا بتوفيق من الوهاب وأما قول القائل: كان يذهب مذهب الحسن، فمردود، قد كانت هفوة في ذلك من الحسن، وثبت أنه رجع عنها (5) ولله الحمد.