سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٨ - الصفحة ٥٠٧
قلت: وقد قال في قصيدته النونية التي أولها:
نزل المشيب بلمتي فأراني * نقصان دهر طالما أر هاني (1) أنا حنبلي ما حييت وإن أمت * فوصيتي ذاكم إلى الاخوان (2) إذ دينه ديني وديني دينه * ما كنت إمعة له دينان (3) قال ابن طاهر: وسمعت أبا إسماعيل يقول: قصدت أبا الحسن الخرقاني الصوفي، ثم عزمت على الرجوع، فوقع في نفسي أن أقصد أبا حاتم بن خاموش الحافظ بالري، وألتقيه - وكان مقدم أهل السنة بالري، وذلك أن السلطان محمود بن سبكتكين لما دخل الري، وقتل بها الباطنية، منع الكل من الوعظ غير أبي حاتم، وكان من دخل الري يعرض عليه اعتقاده، فإن رضيه، أذن له في الكلام على الناس، وإلا فمنعه - قال: فلما قربت من الري، كان معي رجل في الطريق من أهلها، فسألني عن مذهبي، فقلت: حنبلي، فقال: مذهب ما سمعت به! وهذه بدعة. وأخذ بثوبي، وقال: لا أفارقك إلى الشيخ أبي حاتم. فقلت: خيرة (4)، فذهب بي إلى داره، وكان له ذلك

(1) قال في " اللسان ": أرهى على نفسه: رفق بها وسكنها، والامر منه: أره على نفسك، أي أرفق بها.
(2) في " طبقات الحنابلة ": إلى إخواني.
(3) البيتان الأخيران من هذه الثلاثة في " طبقات الحنابلة " 2 / 248.
(4) تصحفت في " تذكرة الحفاظ " 3 / 1187 إلى " حيرة " بالحاء المهملة.
(٥٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 502 503 504 505 506 507 508 509 510 511 512 ... » »»