سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٨ - الصفحة ٣٥٤
سمعت أبي، سمعت صاعد بن سيار، سمعت الامام أبا إسماعيل الأنصاري يقول في عبد الرحمن بن مندة: كانت مضرته أكثر من منفعته في الاسلام (1).
قلت: أطلق عبارات بدعه بعضهم بها، الله يسامحه. وكان زعرا على من خالفه، فيه خارجية، وله محاسن، وهو في تواليفه حاطب ليل، يروي الغث والسمين، وينظم ردئ الخرز مع الدر الثمين.
قال يحيى: مات عمي في سادس عشر شوال، سنة سبعين وأربع مئة، وصلى عليه أخوه عبد الوهاب، وشيعه عالم لا يحصون (2).
وممن روى عنه أبو سعد بن البغدادي الحافظ، وأبو بكر الباغبان، وبالإجازة مسعود الثقفي، وأول ما حدث في سنة سبع وأربع مئة في حياة كبار مشايخه.
أخبرنا قاسم بن مظفر، عن محمود بن إبراهيم، أخبرنا مسعود بن الحسن، أخبرنا عبد الرحمن بن محمد إذنا، أخبرنا أحمد بن محمد بن موسى الأهوازي، أخبرنا الحسين بن إسماعيل، حدثنا سلم بن جنادة، حدثنا أبو معاوية وابن نمير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيما مؤمن سببته أو لعنته أو جلدته، فاجعلها له زكاة ورحمة ".
أخرجه مسلم (3)، عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن أبيه.

(١) انظر " تذكرة الحفاظ " ٣ / ١١٦٨، و " ذيل طبقات الحنابلة " ١ / ٢٨ وفيه رد ابن رجب على قول الأنصاري وإسماعيل بن محمد التيمي.
(٢) في " النجوم الزاهرة " ٥ / ١٠٥: أنه توفي سنة (٤٦٩).
(٣) رقم (٢٦٠١) في البر والصلة: باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبه أو دعا عليه، وليس هو أهلا لذلك، كان له زكاة وأجرا ورحمة، وأخرجه البخاري (٦٣٦١) في الدعوات من طريق أحمد ابن صالح، عن ابن وهب، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، وفي الباب عن جابر بن عبد الله، وعائشة، وأنس بن مالك عند مسلم (2602) و (2600) و (2603).
(٣٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 349 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 ... » »»