سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٨ - الصفحة ٣٥١
وقال أبو سعد السمعاني: له إجازة زاهر بن أحمد، وعبد الرحمن بن أبي شريح، والجوزقي، والحاكم، وحمد بن عبد الله الأصبهاني. روى لنا عنه أبو نصر الغازي، وأبو سعد بن البغدادي، والحسين بن عبد الملك الخلال، وأبو بكر الباغبان (1)، وأبو عبد الله الدقاق.
قال ابن طاهر: حدثنا أبو علي الدقاق بأصبهان: سمعت أبا القاسم بن مندة يقول: قرأت على أبي أحمد الفرضي ببغداد جزءا، فأردت خطه بذلك، فقال: يا بني! لو قيل لك بأصبهان: ليس ذا خط فلان. بم كنت تجيبه؟ ومن كان يشهد لك؟ فبعدها لم أطلب من شيخ خطا (2).
السمعاني: سمعت الحسين بن عبد الملك الخلال، سمعت عبد الرحمن ابن منده يقول: قد عجبت من حالي، فإني وجدت أكثر من لقيته إن صدقته فيما يقوله مداراة له، سماني موافقا، وإن وقفت في حرف من قوله أو في شئ من فعله، سماني مخالفا، وإن ذكرت في واحد منهما أن الكتاب والسنة بخلاف ذلك، سماني خارجيا، وإن قرئ علي حديث في التوحيد، سماني مشبها، وإن كان في الرؤية، سماني سالميا... إلى أن قال: وأنا متمسك بالكتاب والسنة، متبرئ إلى الله من الشبه والمثل والند والضد والأعضاء والجسم والآلات، ومن كل ما ينسبه الناسبون إلي، ويدعيه المدعون علي من أن أقول في الله تعالى شيئا من ذلك، أو قلته، أو أراه، أو أتوهمه، أو أصفه به (3).
ابن رجب فيه أن بأصبهان طائفة ينتسبون إلى ابن منده هذا، وينسبون إليه أقوالا في الأصول والفروع وهو منها برئ. وقال ابن الأثير في " الكامل " 10 / 108: وله طائفة ينتمون إليه في الاعتقاد من أهل أصبهان يقال لهم: العبد رحمانية.

(1) قال السمعاني: نسبة إلى حفظ الباغ، وهو البستان.
(2) " تذكرة الحفاظ " 3 / 1166.
(3) انظر " تذكرة الحفاظ " 3 / 1166 - 1167، و " ذيل طبقات الحنابلة " 1 / 29. وقد ذكر
(٣٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 ... » »»