سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٨ - الصفحة ٢٩٥
وقال في الناس بالقسطاس منحرفا (1) * عن الهوى وأزال الشك والريبا سقى ثراك أبا بكر على ظمأ * جون ركام تسح الواكف السربا (2) ونلت فوزا ورضوانا ومغفرة * إذا تحقق وعد الله واقتربا يا أحمد بن علي طبت مضطجعا * وباء شانيك (3) بالأوزار محتقبا (4) وللخطيب نظم جيد، فروى المبارك بن الطيوري عنه لنفسه (5):
تغيب الخلق عن عيني سوى قمر * حسبي من الخلق طرا ذلك القمر محله في فؤادي قد تملكه * وحاز روحي فما لي (6) عنه مصطبر والشمس (7) أقرب منه في تناولها * وغاية الحظ منه للورى نظر وددت (8) تقبيله يوما مخالسة (9) * فصار من خاطري في خده أثر وكم حليم رآه ظنه ملكا * وردد (10) الفكر فيه أنه بشر قال غيث بن علي: أنشدنا الخطيب لنفسه:
إن كنت تبغي الرشاد محضا * لأمر دنياك والمعاد

(1) عند ابن عساكر وياقوت: منزويا.
(2) الجون: من أسماء الأضداد يطلق على الأبيض والأسود، والمراد به هنا السحاب الأسود لامتلائه بالماء، والركام: المجتمع والمتراكم بعضه فوق بعض، والسح: سيلان الماء وانصبابه بشدة، ووكف: قطر، والسرب: السائل.
(3) أي مبغضك، قال تعالى: * (إن شانئك هو الأبتر) *.
(4) محتقبا: أي حاملا للاوزار في حقيبة.
(5) الأبيات في " معجم الأدباء " 4 / 37 - 38، و " الوافي " 7 / 199، والأول منها في " النجوم الزاهرة " 5 / 88.
(6) في " معجم " ياقوت، و " الوافي ": ومالي.
(7) في " معجم الأدباء " و " الوافي ": فالشمس.
(8) في " معجم الأدباء " و " الوافي ": أردت.
(9) في الأصل: مجالسة، والمثبت من " معجم الأدباء " و " الوافي ".
(10) في معجم الأدباء و " الوافي ": وراجع الفكر.
(٢٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 ... » »»