سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٨ - الصفحة ٢٩٤
وبه: قال الخطيب: أخبرنا علي بن القاسم الشاهد من حفظه، حدثنا أبو روق الهزاني، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي سنة سبع وأربعين ومئتين، حدثنا معتمر، عن أبيه، عن أنس قال: كانت أم سليم مع نسوة من نساء النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، وكان حاديهم يقال له: أنجشة، فناداه النبي صلى الله عليه وسلم:
" رويدا يا أنجشة سوقك بالقوارير " (1).
قال أبو الخطاب بن الجراح المقرئ يرثي الخطيب بأبيات منها: (2) فاق الخطيب الورى صدقا ومعرفة * وأعجز الناس في تصنيفه الكتبا حمى الشريعة من غاو يدنسها * بوضعه (3) ونفى التدليس والكذبا جلى محاسن بغداد فأودعها * تاريخه مخلصا لله محتسبا

(١) هو في تاريخ بغداد ١٢ / ٢٠٨، وأخرجه البخاري في الأدب (٦١٤٩) و (٦١٦١) و (٦٢٠٢) و (٦٢١٠) من طرق عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس، وأخرجه أيضا (٦١٦١) و (٦٢١٠) من طريقين عن حماد، عن ثابت، عن أنس، وهو عنده (٦٢٠٩) من طريق آدم، عن شعبة، عن ثابت، عن أنس، و (٦٢١١) من طريق إسحاق، عن حبان، عن همام، عن قتادة، عن أنس، وأخرجه مسلم (٢٣٢٣) في الفضائل من طرق عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس، وأخرجه أيضا من طريق إسماعيل بن علية، عن أيوب به، ومن طريق يزيد بن زريع، عن سليمان التيمي، عن أنس، ومن طريق عبد الصمد، عن همام، عن قتادة، عن أنس. والمراد بالقوارير هنا: النساء شبههن بالقوارير لضعف عزائمهن، والقوارير يسرع إليها الكسر، وكان أنجشة غلاما أسود، وفي سوقه عنف فأمره أن يرفق بهن في السوق كما يرفق بالدابة التي عليها قوارير، وفيه وجه آخر وهو أن أنجشة كان حسن الصوت بالحداء، فكان يحدو لهن، وينشد من القريض والرجز ما فيه تشبيب، فلم يأمن أن يقع في قلوبهن حداؤه، فأمر بالكف عن ذلك، وشبه ضعف عزائمهن وسرعة تأثير الصوت فيهن بالقوارير في سرعة الآفة إليها.
(2) الأبيات في " تهذيب ابن عساكر " 1 / 401، و " معجم الأدباء " 4 / 43 - 44.
(3) في الأصل: " بوصفه "، والمثبت من " تهذيب ابن عساكر " 1 / 401، و " معجم الأدباء " 4 / 43.
(٢٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 ... » »»