سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٧ - الصفحة ١٣٧
وتغلبت كل فرقة على بلد من الأندلس، وجرت خطوب وأمور يطول شرحها، فلحق القاسم بشريش (1)، فقصده المعتلي، وحاصره، فظفر به، وسجنه دهرا، وأما أهل إشبيلية، فطردوا عنها ابني القاسم بن حمود، وأمروا عليهم ثلاثة: قاضي البلد محمد بن إسماعيل بن عباد، ومحمد بن يريم الالهاني، ومحمد بن الحسن الزبيدي، فساسوهم، ثم تملك عليهم القاضي، وأظهر لهم ذلك الحصري الذي يقال: إنه المؤيد كما قدمنا، وتملك مالقة يحيى المعتلي والجزيرة الخضراء (2)، وغلب أخوه إدريس بن علي على طنجة (3)، وطال أسر القاسم، وعاش ثمانين سنة، ثم خنق في سنة إحدى وثلاثين وأربع مئة.
82 - يحيى بن علي بن حمود المعتلي بالله * أبو زكريا العلوي الحسني الإدريسي، وأمه علوية أيضا.
غلب على أكثر الأندلس، وتسمى بالخلافة، واستناب على قرطبة الأمير عبد الرحمن بن أبي عطاف إلى سنة سبع عشرة، ثم قطعت دعوته عن قرطبة فتردد عليها بالعساكر إلى أن أطاعته جماعة البربر وسلموا إليه الحصون والقلاع، وعظم سلطانه، ثم قصد إشبيلية، فحاصرها، فخرج منها فوارس

(١) شريش: مدينة كبيرة من كورة شذونة، وشذونة مدينة بالأندلس تتصل نواحيها بنواحي موزور من أعمال الأندلس. " معجم البلدان " ٣ / ٣٢٩.
(٢) قال في " الجذوة ": وهي كانت معقل القاسم، وبها كانت ذخائره.
(٣) في " الجذوة ": وهي كانت عدة القاسم التي يلجأ إليها إن رأى ما يخاف بالأندلس.
* جذوة المقتبس ٢٤، الذخيرة في محاسن الجزيرة: القسم الرابع، المجلد الأول / ٣١٦ - ٣١٨، بغية الملتمس: ٣٠، الكامل لابن الأثير ٩ / ٢٧٤ - ٢٧٩، المعجب ٥٠ - ٥٤، البيان المغرب ٣ / ١٨٨، تاريخ ابن خلدون ٤ / 153، أعمال الاعلام 136، بلغة الظرفاء 42، نفح الطيب 1 / 431.
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»