سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٧ - الصفحة ١٤٠
في الجند الأموال، وأقام العمال، وفرق العدد على العامة (1).
وكان على طريقة الرؤساء الصالحين، فاستمر أمر الناس معه مستقيما إلى أن توفي في صفر، سنة خمس وثلاثين وأربع مئة.
فقام بعده ابنه الرئيس أبو الوليد محمد بن جهور، فجرى في السياسة على منهاج أبيه سواء، وبقي كذلك مدة سنين.
وكان والده أبو الحزم من كبار العلماء روى عن أبي عبد الله بن مفرج، وخلف بن القاسم، وعباس بن أصبغ، وجماعة. روى عنه:
محمد بن عتاب، وغيره.
وكان من صغار وزراء دولة ابن أبي عامر.
وكان يقول: أنا ممسك أمر الناس إلى أن يتهيأ لهم من يصلح للخلافة.
فاستقل بالسلطنة، واستراح من اسمها، وكان يجعل ارتفاع الأموال ودائع عند التجار ومضاربة (2).
وكان يعود المرضى، ويشهد الجنائز وهو بزي الصالحين، وله هيبة عظيمة، وأمر مطاع، عاش إحدى وسبعين سنة.
وأما ابنه:
84 - أبو الوليد *

(١) في " جذوة المقتبس " ٢٩، و " الحلة السيراء " ٢ / ٣٣: وفرق السلاح عليهم، وأمرهم بتفريقه في الدكاكين وفي البيوت حتى إذا دهم أمر في ليل أو نهار، كان سلاح كل واحد معه.
وانظر " الكامل " ٩ / ٢٨٥.
(٢) قال الحميدي: وجعل ما يرتفع من الأموال السلطانية بأيدي رجال رتبهم لذلك. انظر " جذوة المقتبس " ٢٨، ٢٩، و " الحلة السيراء " ٢ / ٣٢، و " الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة " ١ / ٢ / ٦٠٣، و " الكامل " ٩ / ٢٨٥، وانظر ص ٥٢٥ من هذا الجزء.
* الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة: القسم الأول، المجلد الثاني / ٦٠٤، الصلة لابن بشكوال ٢ / ٥٤٦، ٥٤٧، بغية الملتمس ٣٥، الكامل في التاريخ ٩ / ٢٨٥، المعجب: ٦٠ ووفاته فيه سنة ٤٤٣، المغرب في حلي المغرب ١ / ٥٦، ٥٧، البيان المغرب ٣ / ٢٣٢، تاريخ ابن خلدون ٤ / 159.
(١٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 ... » »»