سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٧ - الصفحة ١٢٨
المؤيد، فشهدوا عليه بتفويض الامر إلى ابن عمه هذا، وضعف أمر شنجول، وظفر به محمد، فذبحه في أثناء هذا العام، وله بضع وعشرون سنة (1).
قال ابن أبي الفياض: كان ختان شنشول في سنة ثمانين وثلاث مئة، فانتهت النفقة يومئذ إلى خمس مئة ألف دينار، وختنوا معه خمس مئة وسبعة وسبعين صبيا.
وأما محمد بن هشام بن عبد الجبار بن الناصر لدين الله عبد الرحمن، فتلقب بالمهدي (2)، ونصب الديوان، واستخدم، فلم يبق زاهد ولا جاهل ولا حجام حتى جاءه، فاجتمع له نحو من خمسين ألفا، ودانت له الوزراء والصقالبة، وبايعوه، فأمر بنهب دور آل المنصور أبي عامر، وانتهب جميع ما في الزهراء من الأموال والسلاح، وقلعت الأبواب. فقيل: وصل منها إلى خزانة المهدي هذا خمسة آلاف ألف دينار سوى الفضة، وصلى بالناس الجمعة بقرطبة، وقرئ كتابه بلعنة شنشول، ثم سار إلى حربه، فكان القاضي ابن ذكوان يحرض على قتاله، ويقول: هو كافر. وكان شنشول قد استعان بعسكر الفرنج لان أمه منهم، وقام معه ابن غومش، فجاء إلى قرطبة، فتسحب جنده، فقال له ابن غومش: ارجع بنا قبل أن تؤخذ.
فأبى، ومال إلى دير شربش جوعان سهران، فأنزل له راهب دجاجة وخبزا، فأكل وشرب وسكر، وجاء لحربه ابن عم المهدي وحاجبه محمد بن المغيرة الأموي، فقبض عليه، فظهر منه الجزع، وقبل قدم ابن المغيرة، وقال: أنا

(1) انظر " نفح الطيب " 1 / 426، و " الكامل " 8 / 679، و " تاريخ " ابن خلدون 4 / 149، 150.
(2) انظر " الكامل " 8 / 679، 680 و " تاريخ " ابن خلدون 4 / 149، 150، و " جذوة المقتبس " 18، و " نفح الطيب " 1 / 426، و " بغية الملتمس " 22، 23.
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»