سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٦ - الصفحة ٥٤
واحد منهم في حديث منها سوى ابن حمزة في حديث واحد (1).
قال أبو عبد الرحمن السلمي: سألت الدارقطني عن أبي علي النيسابوري، فقال: إمام مهذب.
قال الخليلي: سمعت الحاكم يقول: لست أقول تعصبا، لأنه أستاذي - يعني أبا علي - ولكن لم أر مثله قط..
وقال الخليلي: قال ابن المقرئ الأصبهاني: إني لأدعو له في أدبار الصلوات، كنت أتبعه في شيوخ مصر والشام.
ثم قال الخليلي: سمعت من يحكي عن أبي علي قال: دققت على ابن عقدة بابه، فقال: من؟، قلت: أبو علي النيسابوري الحافظ، قال: فلما ذاكرني قال: أنت الحافظ؟ قلت: نعم. قال: لعلك تحفظ ثيابك، فلما رجعت من الشام لقيته، فذاكرته، فقال: أنت والله اليوم الحافظ، قد غلبتني.
قال الحاكم: سمعته يقول: كنت أختلف إلى الصاغة، وفي جوارنا فقيه كرامي (2)، يعرف بالولي، أخذت عنه مسائل، فقال لي أبو الحسن الشافعي: لا تضيع أيامك، فقلت: إلى من أختلف؟ قال:
إلى إبراهيم بن أبي طالب، فأتيته سنة أربع وتسعين. فلما رأيت شمائله، وسمته، وحسن مذاكرته للحديث، حلا في قلبي فحدث يوما عن محمد بن يحيى، عن إسماعيل بن أبي أويس، فقال لي رجل: اخرج إلى

(1) " تاريخ بغداد " 8 / 72 وما بين حاصرتين منه.
(2) بفتح أوله والراء المشددة، هذه النسبة إلى أبي عبد الله محمد بن كرام السجستاني، صاحب الفرقة الكرامية. انظر " اللباب ": 3 / 89، و " الملل والنحل ": 1 / 108.
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»