سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٦ - الصفحة ٥٥
هراة فإن بها من يحدث عن إسماعيل، فوقع في قلبي، فخرجت إلى هراة سنة 95 (1).
قلت: رحل أيضا ثانيا إلى العراق وحج مرتين.
أنبأني مسلم بن محمد، عن القاسم بن علي أخبرنا أبي، أخبرنا أخي أبو الحسين، سمعت أبا طاهر السلمي، سمعت غانم بن أحمد، سمعت أحمد بن الفضل الباطرقاني، سمعت أبا عبد الله بن مندة، سمعت أبا علي النيسابوري، وما رأيت أحفظ منه يقول: ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم (2).
قال عبد الرحمن بن مندة: سمعت أبي يقول: ما رأيت في اختلاف الحديث والاتقان أحفظ من أبي علي النيسابوري.
وقال القاضي أبو بكر الأبهري: سمعت أبا بكر بن أبي داود، يقول لأبي علي النيسابوري: من إبراهيم، عن إبراهيم، عن إبراهيم؟
فقال: إبراهيم بن طهمان، عن إبراهيم بن عامر البجلي، عن إبراهيم النخعي، فقال: أحسنت يا أبا علي.
قال الحاكم: كان أبو علي يقول: ما رأيت في أصحابنا مثل أبي بكر الجعابي، حيرني حفظه، فحكيت هذا للجعابي، فقال: يقول

(1) يعني: بعد المئتين.
(2) قال ابن الصلاح في " المقدمة " ص 26 تعليقا على قول أبي علي هذا: إن كان المراد به أن كتاب مسلم يترجح بأنه لم يمازجه غير الصحيح، فإنه ليس فيه بعد خطبته إلا الحديث الصحيح مسرودا غير ممزوج بمثل ما في كتاب البخاري في تراجم أبوابه من الأشياء التي لم يسندها على الوصف المشروط في الصحيح، فهذا لا بأس به، وليس يلزم منه أن كتاب مسلم أرجح فيما يرجع إلى نفس الصحيح على كتاب البخاري، وإن كان المراد به أن كتاب مسلم أصح صحيحا، فهذا مردود على من يقوله.
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»