سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٦ - الصفحة ٥١٠
عنه رجوعي، وفيها متعة وبقية، ونفقتي من أجرة دار خلفها أبي، فما أصنع بهذا؟ قلت: فرقها على أصحابك، قال: ما في أصحابي فقير. فعدت فأخبرته، فقال: الحمد لله الذي سلمه منا وسلمنا منه.
قال أبو سعيد النقاش: كان ابن سمعون يرجع إلى علم القرآن وعلم الظاهر، متمسكا بالكتاب والسنة، لقيته وحضرت مجلسه، سمعته يسأل عن قوله: " أنا جليس من ذكرني " (1) قال: أنا صائنه عن المعصية، أنا معه حيث يذكرني، أنا معينه.
السلمي: سمعت ابن سمعون، وسئل عن التصوف، فقال: أما الاسم، فترك الدنيا وأهلها، وأما حقيقته، فنسيان الدنيا ونسيان أهلها.
وسمعته يقول: أحق الناس بالخسارة يوم القيامة أهل الدعاوي والإشارة.
قال أبو الحسن العتيقي: توفي ابن سمعون وكان ثقة مأمونا في نصف ذي القعدة سنة سبع وثمانين وثلاث مئة (2).
قال أبو بكر الخطيب: ونقل ابن سمعون سنة ست وعشرين وأربع مئة من داره فدفن بمقبرة باب حرب، ولم تكن أكفانه بليت فيما قيل (3).
قلت: نعم. الكفن قد يقيم نحوا من مئة سنة، لان الهواء لا يصل إليه فيسلم.
نقل أبو محمد بن حزم خرافة لا تثبت، فقال: وقال شيخ - يقال له:

(1) حديث لا يصح، أورده الديلمي بلا سند عن عائشة مرفوعا وانظر " المقاصد الحسنة ": 1 / 95.
(2) " تاريخ بغداد ": 1 / 277.
(3) المصدر السابق.
(٥١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 505 506 507 508 509 510 511 512 513 514 515 ... » »»