سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٦ - الصفحة ٥٠٦
والحسن بن محمد بن الخلال، وأبو طالب العشاري، وأبو الحسين بن الأبنوسي، وخديجة بنت محمد الشاهجانية، وأبو بكر أحمد بن محمد بن حمدوه الحنبلي، وآخرون.
وجد أبيه عنبس - بنون ساكنة - هو عنبس بن إسماعيل القزاز. روى عن شعيب بن حرب، لحقه محمد بن مخلد.
قال السلمي: هو من مشايخ البغداديين، له لسان عال في هذه العلوم، لا ينتمي إلى أستاذ، وهو لسان الوقت، والمرجوع إليه في آداب المعاملات، يرجع إلى فنون من العلم.
وقال الخطيب: كان أوحد دهره، وفرد عصره في الكلام على علم الخواطر. دون الناس حكمه، وجمعوا كلامه، وكان بعض شيوخنا إذا حدث عنه، قال: حدثنا الشيخ الجليل المنطق بالحكمة (1).
أنبأنا ابن علان، عن القاسم بن علي، أخبرنا نصر الله بن محمد الفقيه، أخبرنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم، أخبرنا عبيد الله بن عبد الواحد الزعفراني، حدثني أبو محمد السني صاحب أبي الحسين بن سمعون، قال:
كان ابن سمعون في أول أمره ينسخ بالاجرة، وينفق على نفسه وأمه، فقال لها يوما: أحب أن أحج، قالت: وكيف يمكنك؟! فغلب عليها النوم، فنامت وانتبهت بعد ساعة، وقالت: يا ولدي حج. رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم يقول: دعيه يحج فإن الخير له في حجه، ففرح وباع دفاتره.
ودفع إليها من ثمنها، وخرج مع الوفد، فأخذت العرب الوفد. قال: فبقيت عريانا، فجعلت إذا غلب علي الجوع ووجدت قوما من الحجاج يأكلون

(1) " تاريخ بغداد ": 1 / 274.
(٥٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 501 502 503 504 505 506 507 508 509 510 511 ... » »»